ومن المعلوم عند أهل العلم ما لهذا المولود السعيد ولأمه فاطمة الطاهرة من الفضل عند الله، بحيث أمر الله تبارك وتعالى جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الله عز وجل ومن جبرئيل (1).
وروى المجلسي حديثا عن الصادق (عليه السلام) في قصة هبوط جبرئيل ومروره بجزيرة من جزائر البحر والتقائه بفطرس، ونجاته ببركة الحسين (عليه السلام) وقصة فطرس معروفة.
وروى في ذيل حديث آخر:.. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتيه في كل يوم، فيضع لسانه في فم الحسين، فيمصه حتى يروى، فأنبت الله عز وجل لحمه من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يرضع من فاطمة (عليها السلام) ولا من غيرها لبنا قط (2).
وكذا قصة دردائيل ونجاته ببركة الحسين (عليه السلام)، كما روي عن مجاهد عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له:
دردائيل، كان له ستة عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح هواء، والهواء كما بين السماء والأرض. فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم الله تبارك وتعالى ما قال، فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح، ثم أوحى الله عز وجل إليه أن: طر; فطار مقدار خمسمائة عام فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، فلما علم الله عز وجل أتعابه، أوحى إليه: أيها الملك عد إلى مكانك، فأنا عظيم فوق كل عظيم، وليس فوقي شيء، ولا أوصف بمكان، فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.