(قالت هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب) كما قالت مريم. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وتناوله منها وقدمه بين أيديهم، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين (عليه السلام)، فقال: هنيئا مريئا لك يا حسين، ثم أخذ رطبة ثانية فوضعها في فم الحسن، فقال: هنيئا مريئا لك يا حسن، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة، وقال: هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي بن أبي طالب، وقال: هنيئا مريئا لك يا علي، وتناول رطبة أخرى ورطبة أخرى والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: هنيئا مريئا لك يا علي، ثم وثب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائما ثم جلس ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب، فلما اكتفوا وشبعوا ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله. فقالت فاطمة: يا أبة لقد رأيت اليوم منك عجبا. فقال: يا فاطمة أما الرطبة الاولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له:
هنيئا لك يا حسين، فإني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان: هنيئا لك يا حسين، فقلت موافقا لهما بالقول: هنيئا لك يا حسين، ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان: هنيئا لك يا حسن، فقلت موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثالثة فوضعها في فمك يا فاطمة، فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان وهن يقلن هنيئا لك يا فاطمة، فقلت موافقا لهن بالقول هنيئا لك يا فاطمة (1)، ولما أخذت الرطبة الرابعة فوضعتها في فم علي بن أبي طالب سمعت النداء من الحق سبحانه وتعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا علي،