على حوضي تذود عنه الناس، وأن عليه الأباريق مثل عدد النجوم، وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنه إخوانا على سرر متقابلين، أنت معي وشيعتك في الجنه، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إخوانا على سرر متقابلين) لا ينظر أحدهم في قفاء صاحبه» (1).
وهذه الرواية من طرق العامة، وإنما ذكرت هذه الرواية من طرقهم دفعا للمكابرة واستثناء بما نقلوه من مناقبها، ونعم ما قيل:
مآثر صافحت شهب النجوم علا * مشيدة قد سمت قدرا على زحل ووالله لو أقسم قسما برا أن بنتا يكون محمد أباها وخديجة أمها وعلي زوجها لجديرة أن تطوي السماء علاء وشرفا والأملاك سلفا وذاتا وخلفا، والذي نذكره من صفاتها دون مقدارها، واللسان قصير وطرف البلاغة حسير، ولهذا يرجع عن بث صفاتها كالا، ومن النظر إلى مدايحها كليلا مقرا بالقصور، لأن قوى الإنسان لها مقادير تنتهي إليها، وحدود تقف عندها، وغايات لا تتعداها:
يفنى الزمان ولا يحيط بوصفهم * أيحيط ما يفنى بما لا ينفد تأمل; أنظر إلى هذه الفانية في رضا الله وهذه الصديقة والشفيعة يوم الجزاء كيف تتعامل مع أولادها وتغضي عنهم حينما تكون في مقام الطاعة والعبودية، مع ما أوتيت من القوة البشرية، ومع كل حبها لهم بحيث تخرج سبعين مرة إلى باب البيت حينما خرج الحسين يوما وتأخر ساعة، وإن كان حبها لهم - طلبا لرضا الله لأن حب محبوب الله حب لله، ولكنها كانت لعلقة الأمومة والبنوة أيضا، ومع هذه العلاقة تتجلد وترى أطفالها جياعا ثلاثة أيام وتصبر في الله كما روي في جامع