بيتها فسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لله شكرا ثم قال: يا نور عيني! إن أملي بالله أكبر الآلاف المرات مما قصصتي علي (1).
معلوم أن الله تعالى جعل هذه الأنوار الطيبة محلا للخير وهداية الخلق:
«بأبي أنتم وأمي بكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا». وكما أن جبرئيل نزل من أجل فاطمة البتول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كذلك نزل بعد وفاته ليسليها ويعزيها كما روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إن فاطمة (عليها السلام) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وغم عظيم لما تلقاه من أدى الأعداء وكان يأتي جبرئيل فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها (2) وكانت فاطمة تشم رائحة طيبة وتسمع الصوت ولا ترى جبرئيل.
طرق الجد غير طرق المزاح * هكذا هكذا وإلا فلا وخصائص ومناقب فاطمة الطاهرة (عليها السلام) خارجة عن حد الاستقصاء وأكثر من العد والإحصاء ومثل تلك المخدرة في عبادة الحق ومعرفة الله مثل لسان الميزان.
روى علي بن عيسى الأربلي عن محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «دخلت يوما منزلي فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس والحسن (عليه السلام) عن يمينه والحسين (عليه السلام) عن يساره وفاطمة (عليها السلام) بين يديه وهو يقول: يا حسن ويا حسين! أنتما كفتا الميزان، وفاطمة لسانه، ولا يعدل الميزان إلا باللسان، ولا يقوم