الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٣٥٨
فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما.
قال: فسرت بذلك فاطمة (عليها السلام) واستبشرت بما قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه الله له ولمحمد وآل محمد.
فقال: يا فاطمة لعلي ثمان خصال: إيمان بالله ورسوله، وعلمه، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله.
يا فاطمة! إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبينا خير الأنبياء، وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء، وهو بعلك، وشهيدنا سيد الشهداء، وهو حمزة عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة، وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة، وهما إبناك (1) (2).

(١) البحار ٤٣ / ٩٧ ح ٨ باب ٥ عن الخصال:
(2) لا يظن من يطالع هذا الكتاب ويرى فيه بعض الأحاديث المتقاربة أنها مكررة كلا; فإن هذه الروايات إما متقاربة في المضمون أو مختلفة في طريق الرواية والرواة والأسانيد ولهذا نذكرها جميعا ليعلم أنه مورد اتفاق عند الفريقين وجامعها وراويها أكثر إحاطة بها ممن يقرأها مرة واحدة وهو ملتفت إلى هذه النكتة ومعرفة هذه الأخبار والإكثار من ذكرها ولو كانت متحدة المعنى ومختلفة لفظا في الجملة فيه فوائد دينية كثيرة وقديما قيل «كل شيء إذا كثر رخص إلا العلم فإنه إذا كثر غلا» وأفضل العلوم معرفة أحوال حجج الله وهم الأصل في حسن الإعتقاد والنجاة يوم المعاد ومسلم أن أي فضيلة ومدح يذكر بألسنة شتى وبيانات مختلفة لا واقعية له إلا ما كان في شأن أهل بيت العصمة والطهارة بل لا يمكن الإحاطة بكنه الممدوح منهم وإذا أطاعهم أحد واتبع آثارهم وبلغ مقاما يؤهله لمدحهم على الحقيقة فهو من أندر النوادر ونموذج عنهم لا يبلغ واحد بالألف بالألف منهم وإن كان ملكا مقربا إلا أن النسبة تبقى كالنسبة بين الثريا وبين الثرى.
وللدر والياقوت حسن وزينة * ولكنها في جيد حسناء أحسن فلابد للمحب المؤمن المصدق بكلمات الله ورسوله أن يكون طالبا راغبا في أخبار وفضائل أهل البيت (عليهم السلام) ولابد أن يعتقد بأن قراءتها ومعرفتها أصل في البصيرة والمؤنة في نور البصر فلا يحمل ما يراه من تكرار الاسم المبارك لفاطمة الطاهرة وذكر فضائلها المتواترة في صفحة واحدة مما أكتبه - أنا الحقير - تطويلا وإطنابا ويعرف قدر هذه النعمة العظمى والموهبة الإلهية الكبرى ولا يبتلي بالكفران فقد قيل «الكفران أشد من الكفر لأن هذا واحد وذاك اثنان».
مكن كفران نعمت زآنكه كفران * چو نيكو بنگرى باشد دو كفران (من المتن)
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخصيصة الخامسة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حديث «ما كمل من النساء...» وبيان كمال فاطمة (عليها السلام) عقلا وإيمانا وإرثا 3
2 الخصيصة السادسة عشر من الخصائص الخمسين في النساء الممدوحات في القرآن الكريم 19
3 الخصيصة السابعة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حال آمنة; الوالدة الماجدة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 52
4 الخصيصة الثامنة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) 89
5 الخصيصة التاسعة عشر من الخصائص الخمسين في نسب وحسب حليمة السعيدة مرضعة النبي 106
6 الخصيصة العشرون من الخصائص الخمسين في بيان أحوال زوجات عبد المطلب وبناته 126
7 الخصيصة الحادية والعشرون من الخصائص الخمسين في حالات زوجات سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم) 146
8 الخصيصة الثانية والعشرون من الخصائص الخمسين في أحوال أم أيمن وأسماء وسلمى وفضة الخادمة 162
9 الخصيصة الثالثة والعشرون من الخصائص الخمسين قبل الوفاة 202
10 الخصيصة الحادية والثلاثون في ذكر بقية شمائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 221
11 الخصيصة الثانية والثلاثون في الشمائل الكريمة لصهر الرسول وزوج البتول 250
12 الخصيصة الثالثة والثلاثون في بيان بقية شمائل صهر الرسول وزوج البتول 263
13 الخصيصة الرابعة والثلاثون في بيان يد وعضد صهر الرسول وزوج البتول (عليه السلام) 280
14 الخصيصة الخامسة والثلاثون في الوليمة ومقدماتها وتعيين وقت الزواج (الزفاف) 317
15 الخصيصة السادسة والثلاثون في بيان زفاف الصديقة الطاهرة (عليها السلام) 337
16 الخصيصة السابعة والثلاثون في بيان نزول هدية الجنة من السماء في زفاف فاطمة (عليها السلام) 355
17 الخصيصة الثامنة والثلاثون في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) 365
18 الخصيصة التاسعة والثلاثون بيان إجمالي في قوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) 381
19 الخصيصة الأربعون في الآيات القرآنية المنزلة والمأولة في حق فاطمة الطاهرة 391
20 الخصيصة الحادية والأربعون في أن لفاطمة (عليها السلام) نصيبا في كل جزء وكل حرف من القرآن وكذا الأنوار الخمسة 411
21 الخصيصة الثانية والأربعون في بيان أن الله حصر الولاية والإمامة في أولاد فاطمة بعد زوجها و... 432
22 الخصيصة الثالثة والأربعون في بيان الأحاديث عن صحاح العامة التي تدل على فضيلة فاطمة (عليها السلام) 451
23 الخصيصة الرابعة والأربعون في بيان ما روي في صحاح العامة وكتب الخاصة في فضيلة تلك المخدرة 463
24 الخصيصة الخامسة والأربعون في بيان الحديث الثالث من الأربعين حديثا التي وردت في صحاح العامة وعن طرقهم 471
25 الخصيصة السادسة والأربعون في بيان البعض الآخر من الأربعين حديث المروية في صحاح العامة 484
26 الخصيصة السابعة والأربعون في ذكر بقية الأربعين حديثا المروية في صحاح العامة 508
27 الخصيصة الثامنة والأربعون في بيان أولاد تلك المخدرة والخصوصيات التي جعلها الله لها في نسلها 557
28 الخصيصة التاسعة والأربعون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام) وشؤون فاطمة الطاهرة في هذا المولود السعيد 593
29 الخصيصة الخمسون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام)، وتحقيق في الحديث الشريف «فاطمة بضعة مني...» 607