وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي أشرنا إليه سابقا، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: زوج الله فاطمة من علي ليلة المعراج، وأمر شجرة طوبى فحملت الحلي والحلل والدر والياقوت والمرجان، ثم نثرته فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن، فهن يتهادينه إلى يوم القيامة، ويقلن: هذا نثار فاطمة (1).
فلما كان الليل قال لسلمان: ايتيني ببغلتي الشهباء، فأتاه بها، فجعل عليها قطيفة - فحمل عليها فاطمة (عليها السلام)، فكان سلمان يقودها، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم بها، فبينا هو كذلك إذ سمع حسا خلف ظهره، فالتفت فإذا هو جبرئيل في سبعين ألف من الملائكة، وميكائيل في سبعين ألف - وفي رواية كشف الغمة: وإسرافيل في سبعين ألف - فقال: يا جبرئيل ما أنزلكم؟ قال: نزف فاطمة إلى زوجها، فكبر جبرئيل، ثم كبر ميكائيل، ثم كبر إسرافيل، ثم كبرت الملائكة... فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة (2).
وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه، وابن مردويه وابن المؤذن وشيرويه الديلمي بأسانيدهم عن ابن عباس وجابر: أنه لما كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى علي (عليه السلام)، كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر (3).
وروى المرحوم المجلسي عن كتاب مولد فاطمة للمرحوم ثقة المحدثين الصدوق عليه الرحمة في خبر: أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين