متخشعة متضرعة أواهة» (1).
كانت عند زيد بن حارثة فطلقها، ثم تزوجها النبي في ذي القعدة في السنة الخامسة للهجرة، وكانت آية في الجمال هيفاء فارعة معروفة بالعبادة والصوم والصلاة وأفعال الخير، زوجها الله في السماء وأنزل فيها قرآنا يتلى في عدة آيات، وكانت تفتخر بذلك على النساء. أطعم في وليمتها ثلاثمائة نسمة تمرا وسمنا، نزلت آية الحجاب في حجرتها. توفيت سنة عشرين للهجرة في المدينة، فقالت عائشة:
لقد ذهبت حميدة مفيدة مفزع اليتامى والأرامل (2)...
دفعت كفنها حمنة أختها، وصلى عليها عمر، وماتت وعمرها ثلاث وخمسون سنة، وستأتي الإشارة إليها في زواج الصديقة الطاهرة.
السابعة: عائشة مكناة بأم عبد الله بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، قيل: إنها أول امرأة باكر تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، مات عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي بنت ثمانية عشر سنة، وعاشت سبعين سنة، وماتت أيام معاوية، وصلى عليها أبو هريرة، ودفنت في البقيع ليلا.
الثامنة: حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى وأمها بنت قحطان، كانت عند خنيس بن عبد الله بن حذافة السهمي، بعثه النبي رسولا إلى كسرى العجم، ثم تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في السنة الثالثة للهجرة، عاشت خمسا وأربعين سنة وتوفيت في المدينة ودفنت في البقيع، وصلى عليها مروان بن الحكم، وهي - كما قال الإمام المعصوم - المثل في هذه الأمة لواعلة وواهلة زوجتي نوح