الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة الزهراء وأبنائها؟ وهي تعلم أن غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غضب الله، وغضب فاطمة (عليها السلام) غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بصريح الكلام النبوي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (1).
وأيضا قال: يا فاطمة إياك وغضب علي، فإن الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة، فإن الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها (2).
وكانت النساء يظهرن الفرح ويبدين السرور في زواج فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وكن ينشدن الأراجيز ويقلن «أبوها سيد الناس»، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قلن:
«وبعلها ذو الشدة والباس» فمنعت عائشة النسوة من تكرار المصرع الثاني الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)، فسألهن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك، قلن: إن عائشة منعتهن، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): عائشة لا تترك عداوتها لنا.
ومن هذا الخبر يعلم عداوتها لأمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي أمالي الشيخ عن أم سلمة، قالت: حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأزواجه، فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن وهو حرام (3)، يبتغي بذلك العدل بينهن.
قالت: فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) يناجيه وهما يسيران، فأطال مناجاته فشق ذلك على عائشة فقالت: إني أريد أن أذهب إلى علي فأناله - أو قالت: أتناوله - بلساني في حبسه