روى ثقة المحدثين وناشر آثار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) الحاجي دام ظله في كتاب نفس الرحمن جملة من الأخبار في حق سلمان الفارسي، منها ما عن علل الشرائع للصدوق (رحمه الله): إن فاطمة كانت محدثة، وروي أن سلمان كان محدثا، فسئل الصادق (عليه السلام) عن ذلك وقيل له: من كان يحدثه؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين، وإنما صار محدثا دون غيره ممن كان يحدثانه، لأنهما كانا يحدثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه (1).
ويلاحظ في ذيل الحديث الفرق الفاصل بين سلمان وغيره، حيث كان سلمان يحدث عن إمامه، والإمام يحدث عن الله سبحانه لأنه حجة الله «ولا يحدث عن الله إلا الحجة» (2). وقد يستبعد هذا البيان مع ما مر سابقا، ولكن يمكن الجمع بينهما بأن يقال أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يؤكد ما يحدث به جبرئيل أو الملك.
وروى شيخ الطائفة في الأمالي عن الصادق (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) محدثا، وكان سلمان محدثا. قال: قلت: فما آية المحدث؟ قال: يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت (3).
والواضح من هذه الأخبار أن تحديث الملك فيض خاص وعلم مخصوص للمحدث دون سواه، وهذه الإفاضة - أي النكت بالسمع والقذف في القلب - تكون للاستعداد والقابلية الكاملة الموجودة في المحدث خاصة، وهذا الاستعداد والقابلية موهبة رحمانية ومكرمة ربانية، ولذا قيل في سلمان: «سلمان منا أهل