وبديهي أن مقام الصدق والاستقامة في القول والفعل يأتي تلو مقام النبوة ومنه قوله تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ (١).
وقال أيضا: ﴿والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون﴾ (٢).
وقال أيضا: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ (٣).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام): «هذا خير الأولين وخير الآخرين من أهل السماوات وأهل الأرضين، وهذا سيد الصديقين وسيد الوصيين» (٤).
وقد مدح القرآن الكريم يحيى بن زكريا ونعته بالتصديق فقال: ﴿إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله﴾ (5).
روي أنه لما دخلت مريم على أم يحيى لم تقم، لها فأذن الله تعالى ليحيى وهو في بطن أمه فناداها: يا أمة تدخل إليك سيدة نساء العالمين مشتملة على سيد رجال العالمين فلا تقومين لها، فانزعجت وقامت إليها وسجد يحيى وهو في بطن أمه لعيسى ابن مريم، فذلك كان أول تصديقه له» (6).
وإنما مدحت مريم ووصفت ب «الصديقة» لصدقها في دعواها أن عيسى منها