في الهدى إنه غلط عليها وهو الأظهر فإنه صلى الله عليه وسلم ما اعتمر في رمضان قط أقول وزاد بعضهم أنه اعتمر أيضا عمرتين عمرة في رجب وعمرة في شوال فيكون اعتمر ستة إلا أن يقال يجوز أن يكون مستند القائل بأنه اعتمر في رجب قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما المتقدم وقد تقدم رده وجاز أن يكون قوله اعتمر في شوال أي خرج للعمرة في شوال وهي العمرة التي كانت في ضمن حجة الوداع والله أعلم باب ذكر نبذ من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي يمكن التحدي بها سواء تحدي بها بالفعل كالقرآن وتمنى اليهود الموت أولا وتلك المعجزة اصطلاحا هي الحاصلة له صلى الله عليه وسلم بعد البعثة إلى وفاته وأما الأمور الحاصلة له بين يدي أيام مولده وبعثته وقبل ذلك من الأمور الخارقة للعادة الغريبة الموهنة للكفر التي يعجز عن بلوغها قوي البشر ولا يقدر عليها إلا خالق القوى والقدر لأنها في الاصطلاح يقال لها إرهاصات وتأسيسات للرسالة لا تسمى في الاصطلاح معجزات وهي إذا تليت على قلب المؤمن زادته إيمانا وإذا تفكر فيها ذو البصيرة واليقين زادته إيقانا فإن كل من أرسله الله عز وجل لم يخله من آية أيده بها مخالفة للعادات لكون ما يدعيه من الرسالة مخالفا لها فيستدل بتلك الآية على صدقة فيما يدعيه لأن اقترانها بدعواه الرسالة تصديق له فيها وقد كانت للأبنياء أي الرسل معجزات مختلفه أي وهو صلى الله عليه وسلم أكثر الرسل معجزة وأعظمهم آية وأظهرهم برهانا أي فقد جاء مامن الأنبياء من نبي إلى وقد أعطى من الآيات من آمن عليه البشر أي آمنوا بسبب إظهاره وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحي الله عز وجل إلي وهو القرآن لأنه الذي تحداهم به فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة أي فإنه لما غلب السحر في زمن موسى عليه الصلاة والسلام جاءهم بجنسه في معجزاته فألقى العصا وفلق البحر ولما غلب الطب في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام جاءهم بجنسه فأحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص ولما غلبت الفصاحة وقول الشعر في زمن نبينا عليه الصلاة والسلام جاءهم بالقرآن وهذا السياق يدل على أن المعجزة خاصة بالرسل عليهم الصلاة والسلام ويوافق ذلك قول صاحب المواقف وشرحه وهي أي المعجزة بحسب الاصطلاح عبارة عما قصد به إظهار صدق من ادعى بأنه رسول الله
(٣٤٢)