السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٠
لو كان عندي من النبي صلى الله عليه وسلم عهد في ذلك ما تركت أخا بني تيم وعدي ينوبان على منبهر صلى الله عليه وسلم ولما بين سبب تركه لمقاتلة أبي بكر وعمر وعثمان ومقاتلته لمعاوية بأن أبا بكر اختاره صلى الله عليه وسلم لديننا فبايعناه فولاهما عمر فبايعناه وأعطيت ميثاقي لعثمان فلما مضوا بايعني أهل الحرمين وأهل المصرين البصرة والكوفة فوثب فيها من ليس مثلي ولا قرابته كقرابتي ولا عمله كعلمي ولا سابقته كسابقتي وكنت أحق بها منه يعني معاوية رضي الله تعالى عنه كما سيأتي ومن ثم لما قيل للحسن المثنى ابن الحسن السبط إن خبر من كنت مولاه فعلى مولاه نص في إمامة علي كرم الله وجهه قال أما والله لو يعني النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الإمارة والسلطان لأفصح لهم ولقال لهم يا أيها الناس هذا وال بعدي والقائم عليكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ووالله لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه في ذلك ثم تركه كان أعظم خطيئة وقد سئل الإمام النووي رحمه الله هل يستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى أنه كرم الله وجهه أولى بالإمامة من أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فأجاب إنه لا يدل على ذلك بل معنى ذلك عند العلماء الذين هم أهل هذا الشأن وعليهم الاعتماد في تحقيق ذلك من كنت ناصره ومواليه ومحبه ومصافيه فعلى كذلك وقد قيل في سبب ذلك أن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال لعلي كرم الله وجهه لست مولاي وإنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة بات بها أي لأنه صلى الله عليه وسلم كان كره أن يدخل المدينة ليلا ولما رأى المدين كبر ثلاث مرات وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دخل عليه الصلاة والسلام المدينة نهارا من طريق المعرس بفتح الراء المشددة باب ذكر عمره صلى الله عليه وسلم قد اعتمر صلى الله عليه وسلم أي بعد الهجرة أربع عمر فقد قال بعضهم لا خلاف أن عمره صلى الله عليه وسلم لم تزد على اربع أي كلهن في ذي القعدة مخالفا
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»