السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٦
الصبيان كما تقدم وبهذا استدل أئمتنا على أنه يستحب تقديم النساء والضعفة بعد نصف الليل إلى منى أي وأن يبقى غيرهم حتى يصلوا الصبح مغسلين وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت فلأن أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة أحب إلي من مفروح به أي لأرمي الجمرة قبل ان يأتي الناس وفي لفظ قبل حطمة الناس لأن سودة رضي الله عنها كانت امرأة ضخمة ثقيلة فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفيض من مزدلفة مع النساء والضعفة وفي مسلم مضت أم حبيبة من جمع بليل أي في نصف الليل وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أرسلني صلى الله عليه وسلم مع ضعفه أهله فصلينا الصبح بمنى ورمنيا الجمرة فلما كان وقت الفجر قام صلى الله عليه وسلم وصلى بالناس أي بالمزدلفة الصبح مغلسا ثم أتى المشعر الحرام فوقف به أي وهو راكب ناقته واستقبل القبلة ودعا الله وكبر وهلل ووحد ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا وجاء أنه صلى الله عليه وسلم دعا بالمغفرة لأمته يوم عرفة فأجيب بأنه يغفر لها ما عدا المظالم ثم دعا بذلك أي بالمغفرة لأمته بمزدلفة فأجيب إلى ذلك أي إلى غفران المظالم فجعل إبليس لعنه الله يحثو التراب على رأسه فضحك صلى الله عليه وسلم من فعله وجاء ما بين أن المراد بالأمة من وقف بعرفة ثم إنه صلى الله عليه وسلم دفع أي من المشعر الحرام قبل أن تطلع الشمس أي قال جابر رضي الله تعالى عنه وكان المشركون لا ينفرون حتى تطلع الشمس واردف خلفه الفضل بن العباس وجاءته امرأة تسأله فقالت له يا رسول الله إن فريضة الله على عباده الحج أدركت أي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر وفي لفظ آخر فوضع صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل فحول وجهه إلى الشق الآخر وفي لفظ آخر أنه صلى الله عليه وسلم لوى عنق الفضل فقال له أبوه العباس رضي الله عنهما يا رسول الله لويت عنق ابن عمك قال رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى محسر حرك ناقته قليل وسلك الطريق التي تسلك على جمرة العقبة فرمى بها من أسلفها سبع حصيات التقطها
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»