السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٤
من التنعيم مكان عمرتي التي فاتتني وفرغنا من طوافها في جوف الليل فأتيناه صلى الله عليه وسلم بالمحصب فقال فرغتما من طوافكما قلنا نعم فأذن في الناس بالرحيل وفي رواية فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة إليها أو أنا مصعدة وهو منهبط منها واعترض كيف يأتي قولها عمرتي التي فاتتني مع قوله صلى الله عليه وسلم قد حللت من حجتك وعمرتك وكيف أقرها صلى الله عليه وسلم على ذلك وأجيب بأنها لما رأت صواحبها أتين بعمرة ثم بحج وهي لم تأت إلا بحج أحبت ان تأتي بعمرة أخرى زائدة على الحج وإن كانت العمرة مندرجة فيه وأقرها صلى الله عليه وسلم تطيبا لخاطرها لأنه صلى الله عليه وسلم كان معها إذا هويت الشيء الذي لا مخالفة فيه للشرع تابعها عليه وبهذا استدل أئمتنا على جواز الاحرام بالعمرة قبل طواف الواداع وأمر صلى الله عليه وسلم الناس أن ينصرفوا أي إلى بلادهم حتى يكون آخر عهدهم الطواف بالبيت أي الذي هو طواف الوداع ورخص صلى الله عليه وسلم في ترك المؤمنين ذلك للحائض التي قد طافت طواف الإفاضة قبل حيضها كصفية أم المؤمنين رضي الله عنها فإناه حاضت بعد طواف الإفاضة ليلة النفر من منى أي وقالت ما أراني إلا حابستكم لانتظار طهري وطواف الوداع فقال لها صلى الله عليه وسلم أوما كنت طفت يوم النحر أو في لفظ ما كنت طفت طواف الإفاضة يوم النمحر قالت بلى قال لا بأس انفرى معنا وفي رواية قال يكفيك ذلك أي لأنه هو طواف الركن الذي لا بد لكل أحد منه بخلاف طواف الوداع لا يجب على الحائض ولا يلزمها الصبر التطهر وتأتي به ولادم عليها في تركه قال الإمام النووي رحمه الله وهذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إلا ما حكى عن بعض السف وهو شاذ مردود ثم إنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة في تلك الليلة وطاف طواف الوداع سحر اقبل صلاة الصبح ثم خرج من الثنية السفلى ثنية كدى بضم الكاف والقصر وهو عند باب شبيكة متوجها إلى المدينة أي التي خرج منا لما فتح مكة كما تقدم وكان خروجه صلى الله عليه وسلم من المسجد من باب الحزورة ويقال له باب الخناطين وجاء عن جابر رضي الله عنه أن خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة كان ثم إنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة في تلك الليلة وطاف طواف الوداع سحر اقبل صلاة الصبح ثم خرج من الثنية السفلى ثنية كدى بضم الكاف والقصر وهو عند باب شبيكة متوجها إلى المدينة أي التي خرج منا لما فتح مكة كما تقدم وكان خروجه صلى الله عليه وسلم من المسجد من باب الحزورة ويقال له باب الخناطين وجاء عن جابر رضي الله عنه أن خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة كان
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»