السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٦
ولما طاف صلى الله عليه وسلم سبعا وقف في الملتزم بين ركن الحجر وبين باب الكعبة فدعا الله وألزف جسده أي صدره الشريف ووجهه بالملتزم أي ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى محل بين مكة والمدينة يقال له غدير خم بقرب رابغ جمع الصحابة وخطبهم خطبة بين فيها فضل علي كرم الله وجهه وبراءة عرضه مما تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جورا وبخلا والصواب كان معه كرم الله وجهه في ذلك فقال صلى الله عليه وسلم أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب أي وفي لفظ في الطبراني فقال يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا فقال صلى الله عليه وسلم أليس تشهدون ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور قالوا بلى نشهد بذلك قال اللهم اشهد الحديث ثم حض على التمسك بكتاب الله ووصى بأهل بيته أي فقال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن تتفرقا حتى تردا علي الحوض وقال في حق علي كرم الله وجهه لما كرر عليهم ألست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبونه صلى الله عليه وسلم بالتصديق والاعتراف ورفع صلى الله عليه وسلم يد علي كرم الله وجهه وقال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار وهذا أقوى ما تمسكت به الشيعة والإمامية والرافضة على أن عليا كرم الله وجهه أولى بالإمامة من كل أحد وقالوا هذا نص صريح على خلافته سمعه ثلاثون صحابيا وشهدوا به قالوا فلعلى عليهم من الولاء ما كان له صلى الله عليه وسلم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ألست أولى بكم وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته كأبي دواد وأبي حاتم الرازي وقول بعضهم إن زيادة اللهم وال من والاة إلى آخره موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»