الابتداع لخصت فيه الصواعق للعلامة ابن حجر الهيتمي وذكرت أن الرد عليهم في ذلك من وجوه أحدهما أن هؤلاء الشيعة والرافضة اتقوا على اعتبار التواتر فيما يستدلون به على الإمامة من الأحاديث وهذا الحديث مع كونه آحادا طعن في صحته جماعة من أئمة الحديث كأبي داود وأبي حاتم الرازي كما تقدم فهذا منهم مناقضة ومن ثم قال بعض أهل السنة يا سبحان الله من أمر الشيعة والرافضة إذا استدللنا عليهم بشيء من الأحاديث الصحيحة قالوا هذا خبر واحد لا يغني وإذا أرادوا أن يستدلوا على ما زعموا أتوا بأخبار باطلة كاذبة لا تصل إلى درجة الأحاديث الضعيفة التي هي أدنى مراتب الآحاد التي منها أنه قال لعلي أخي ووصي وخليفتي في ديني بكسر الدال وخبر أنت سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وخبر سلموا على علي بإمرة الناس فإنها أحاديث كاذبة موضوعة مفتراة عليه أفضل الصلاة والسلام ثانيها أن اسم المولى يطلق على عشرين معنى منها أنه السيد الذي ينبغي محبته ويجتنب بغضه ويؤيد إرادة ذلك أن سبب إيراد ذلك أن عليا كرم الله وجهه تكلم فيه بعض من كان معه باليمن من الصحابة وهو بريدة قدم هو وإياه عليه صلى الله عليه وسلم في تلك الحجة التي هي حجة الوداع وجعل يشكوه له صلى الله عليه وسلم لأنه حصل له منه جفوة فجعل يتغير وجه رسلو الله صلى الله عليه وسلم وقال يا بريدة لا تقع في علي فإن عليا مني وأنا منه ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه فقال ذلك لبريدة خاصة ثم لما وصل صلى الله عليه وسلم إلى غدير خم أحب أن يقول ذلك للصحابة عموما أي فكما عليهم أن يحبوني فكذلك ينبغي ان يحبوا عليا وعلى تسليم أن المراد أنه أولى بالإمامة فالمراد في المآل لا في الحال قطعا وإلا لكان هو الإمام مع وجوده صلى الله عليه وسلم والمآل لم يعين له وقت فمن اين أنه عقب وفاته صلى الله عليه وسلم وجاز أن يكون بعد أن يعقد له البيعة ويصير خليفة ويدل لذلك أنه كرم الله وجهه لم يحتج بذلك إلا بعد أن يعقد له البيعة ويصير خليفة ويدل لذلك أنه كرم الله وجهه لم يحتج بذلك إلا بعد أن آلت إليه الخلافة ردا على من نازعه فيه كما تقدم فسكوته كرم الله جهة عن الاحتجاج بذلك إلى أيام خلافته قض على كل من له أدنى عقل فضلا عن فهم بأنه لا نص في ذلك على إمامته عقب وفاته صلى الله عليه وسلم
(٣٣٨)