السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٤
يفعل فقد جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يطلقها فقال له جبريل عليه السلام انها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة وعليه فيراد بالمراجعة المصالحة والرضا عنها كما سيأتي قال في الينبوع وهذا هو المشهور فسيأتي ما يدل على صحته أي والذي سيأتي قول عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم لما اعتزل نساءه يا رسول الله أطلقتهن قال لا وفيه أن هذا كان عند طلبهن منه صلى الله عليه وسلم والنفقة وهذا الواقعة غير تلك وقيل في سبب نزول الآية غير ذلك وفي البخاري في سبب نزول الآية عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له صلى الله عليه وسلم أكلت مغافير أي أجد منك ريح مغافير فدخل على حفصة رضي الله عنها فقالت له ذلك فقال لها لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب ابنة جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا أي لأنه صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يظهر منه ريح كريهة لأن المغافير صمغ العوسج من شجر الثمام كريه الريح وعن عمر رضي الله عنه أن امرأته راجعته في شيء فأنكر عليها مراجعتها فقالت له عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع وان ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقام عمر رضي الله عنه فدخل على حفصة رضي الله عنها فقال لها يا بنية إنك لتراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقالت له حفصة والله إنا لنراجعه فقلت تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم يا بنية لا تغررك هذه التي أعجبها حسنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها يريد عائشة قال ثم دخلت على أم سلمة لقرابتي منه فكلمتها فقال يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي ان تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أحد فخرجت من عندها فأنا في منزلي فجاءني صاحب لي من الأنصار واخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة فأخذت ثوبي وجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو في مشربة له يرقى إليها بعجلة وهو
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»