فيه ولا نصب أي ليس فيه رفع صوت ولا تعب أي من دره مجوفة فقد جاء أنها قالت له يا رسول الله هل في الجنة قصب فقال إن من لؤلؤ مجبي بالجيم وبالموحدة مشددة أي مجوف وجوزيت رضي الله تعالى عنها بهذا البيت لأنها أول من بنى بيتا في الإسلام بتزوجها برسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء من كسا مسلما على عري كساه الله من حلل الجنة ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحقي جزاء وفاقا وعن عائشة رضي الله عنها ما غرت على أحد ما غرت على خديجة رضي الله عنها ولقد هلكت قبل أن يتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له صلى الله عليه وسلم وقد مدح خديجة رضي الله عنها ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد بدلك الله خيرا منها فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بن حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقت منها الولد وحرمته من غيرها واتفق له صلى الله عليه وسلم أنه أرسل لحما لامرأة تناوله صلى الله عليه وسلم ودفعه لآخر يدفعه لها فقالت له عائشة رضي الله عنها لم تحرز يدك فقال إن خديجة أوصتني بها فقالت عائشة لكأنما ليس في الأرض امرأة إلا خديجة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فلبث ما شاء الله ثم رجع فإذا أم رومان أم عائشة رضي الله عنهما فقالت يا رسول الله مالك ولعائشة إنها حديثة السن وأنت أحق من يتجاوز عنها فأخذ بشدق عائشة رضي الله عنها وقال أليست القائلة كأنما ليس على وجه الأرض امرأة إلا خديجة والله لقد آمنت بي إذ كفر بي قومك ورزقت منها الولد وحرمتموه ثم سودة بنت زمعة وأمها من بني النجار لأنها بنت أخي سلمى بن عبد المطلب كما تقدم ثم أم عبد الله عائشة رضي الله عنها بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما اكتنت بابن أختها أسماء عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم بإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فصار يقال لها أم عبد الله كما تقدم
(٤٠١)