وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة هو عبد الله وأنت أم عبد الله قالت فما زلت أكتنى به أي وكان يدعوها أما لأنه رضي الله عنه تربى في حجرها ويقال إنها أتت منه صلى الله عليه وسلم بسقط أي وسمى عبد الله قال الحافظ الدمياطي ولم يثبت كما تقدم وتزوجها صلى الله عليه وسلم بمكة في شوال وهي بنت سبع سنين وبنى صلى الله عليه وسلم بها وهي بنت تسع سنين أي في شوال على رأس ثمانية أشهر من الهجرة على الصحيح كما تقدم وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها أريتك في النوم مرتين أرى ملكا يحملك في سرقة أي شقة حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف فأراك فأقول إن كان من عند الله يمضه وقبض صلى الله عليه وسلم عنها وهي بنت ثمان عشرة ولم يتزوج بكرا غيرها وقبض صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجرها ودفن في بيتها كما سيأتي وماتت وقد قاربت سبعا وستين سنة في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه بالبقيع وقيل سعيد بن زيد ودفنت به ليلا وذلك في زمن ولاية مروان بن الحكم على المدينة في خلافة معاوية وكان مروان استخلف أبا هريرة رضي الله عنه لما ذهب إلى العمرة في تلك السنة ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهي شقيقة عبد الله بن عمر وأسن منه وأمها زينب أخت عثمان بن مظعون وكانت قبله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة رضي الله عنه فتوفى عنها بجراح اصابته ببدر وقيل بأحد وهو خطأ لما سيأتي نم أن تزوجه صلى الله عليه وسلم لها في شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة قبل أحد بشهرين أقول وكانت ولادتها قبل النبوة بخمس سنين وقريش تبني البيت وماتت بالمدينة في شعبان سنة خمس وأربعين وصلى عليها مروان بن الحكم وهو أمير المدينة يومئذ وحمل سريرها وحمله أيضا أبو هريرة رضي الله عنه وقد بلغت ثلاثا وستين سنة وقيل ماتت لما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين والله أعلم وطلقها صلى الله عليه وسلم وقيل في سبب طلاقها أنه صلى الله عليه وسلم كان في بيتها فاستأذنت في زيارة أبيها أي وقيل في زيارة عائشة لأنهما كانتا متصادقتين أي بينهما المصافاة فأذن لها فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مارية وأدخلها بيت حفصة وواقعها فرجعت حفصة
(٤٠٢)