السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٩
فقرأ علي * (يا أيها النبي قل لأزواجك) * الآية قلت أفي هذا استأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفي رواية أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت رضي الله تعالى عنها ثم قلت له لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت لك فقال صلى الله عليه وسلم لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ثم فعل بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت عائشة رضي الله تعالى عنهن ثم زينب بنت خزيمة رضي الله تعالى عنها وهي أخت ميمونة لأمها كانت تدعى أي في الجاهلية أم المساكين لرأفتها واحسانها إليهم أي كما سمي صلى الله عليه وسلم جعفر ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بأبي المساكين لحبه لهم وجلوسه عندهم وتحدثه معهم واحسانه إليهم رضي الله تعالى عنه كانت قبله تحت الطفيل بن الحارث فطلقها فتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث فقتل يوم بدر شهيدا فخطبها صلى الله عليه وسلم فجعلت أمرها إليه فتزوجها صلى الله عليه وسلم وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا أي وذلك على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة قبل أحد بشهر وفي لفظ أن عبيدة بن الحارث قتل عنها يوم أحد فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لفظ أنها كانت تحت عبد الله بن جحش قتل عنها يوم أحد فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المواهب وهو أصح وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال كان رسول اله صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب فعمدت أم سليم إلى تمر وسمن وأقط فصنعت حيسا فجعلته في تور فقالت يا أنس إذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام فقال صلى الله عليه وسلم ادع لي فلانا وفلانا رجالا سماهم وادع لي من لقيت فدعوت من سمي ومن لقيت فرجعت فإذا البيت غاص بأهله قيل لأنس ما عددهم قال كانوا ثلاثمائة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده الشريفة على تلك الحيسة وتكلم بما شاء الله ثم جعل يدعو عنده عشرة يأكلون منه ويقول لهم اذكروا الله وليأكل كل رجل مما يليه فأكلوا حتى شبعوا كلهم ثم قال صلى الله عليه وسلم لي يا أنس ارفع فرفعت فما أدري حين وضعت كانت أكثر أو حين رفعت فمكثت عنده صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر وقيل شهران أو ثلاثة ثم توفيت وصلى عليها رسول الله
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»