السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٦
لا يدخل على نسائه شهرا فصار صلى الله عليه وسلم يتغدى ويتعشى وحده في تلك المشربة فجئت المشربة فقلت لغلام أسود استأذن لعمر فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال كلمته وذكرتك له فصمت فانصرفت ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل ثم رجع إلي فقال ذكرتك له فصمت فرجعت ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام ثم قلت استأذن لعمر فدخل ثم رجع إلي فقال ذكرتك له فصمت فلما وليت منصرفا إذا الغلام يدعوني فقال قد أذن لك النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت له وأنا قائم يا رسول الله أطلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا فقلت الله أكبر كنا معاشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة فإذا قوم تلغبهم نساؤهم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها لا يغرنك ان كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة أخرى فجلست حين رأته صلى الله عليه وسلم تبسم وفي رواية أن عمر رضي الله عنه لما بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة حثا على رأسه التراب وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم من الغد وقال إن الله يأمرك أن تراجع حفضة رحمة لعمر وقد يراد بالمراجعة المصالحة والرضا فلا ينافي ما تقدم أنه لم يطلقها وإنما أرادذلك ويدل له ما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يطلقها فقال له جبريل عليه السلام إنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة ومن هذا وما يأتي يعلم بأنه صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه وأما الظهار فلم يظاهر ابدا خلافا لم زعمه أي وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في سبب اعتزاله صلى الله عليه وسلم لنسائه في المشربة أنه شجر بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين حفصة أمر فقال لها اجعلي بني وبينك رجلا قالت نعم قال فأبوك إذن فأرسلت إلى عمر فجاء فلما دخل عليها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم تكلمي فقالت بل أنت يا رسول الله تكلم
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»