السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٣
فأبصرت مارية مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها فلم تدخل حتى خرجت مارية ثم دخلت وقالت له إني رأيت من كان معك في البيت وغضبت وبكت أي وقالت يا رسول الله لقد جئت إلي بشيء ما جئت به إلى أحد من نسائك في يومي وفي بيتي وعلى فراشي فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهها الغيرة قال لها اسكتي فهي حرام علي ابتغي بذلك رضاك وفي رواية أما ترضين أن احرمها على نفسي ولا أقربها أبدا قالت بلى وحلف أن لا يقربها أي قال إنها حرام وفي رواية قد حرمتها علي ومع ذلك أخبرك أن أباك الخليفة من بعد أبي بكر فاكتمي علي وفي رواية قال لها لا تخبري بما أسررت إليك فأخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها فقالت قد أراحنا الله من مارية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمها على نفسه وقصت عليها القصة وقيل خلا صلى الله عليه وسلم بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة فقال لها اكتمي علي قد حرمت مارية على نفسي فأخبرت بذلك عائشة وكانتا متصادقتين بينهما المصافاة كما تقدم فطلقها وأنزل الله تعالى عند تحريم مارية قوله * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك) * إلى قوله * (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) * أي أوجب عليك كفارة ككفارة أيمانكم لأن الكفارة تحل ما عقدته اليمين لأنه هذا ليس من الأيمان أي وأطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على أن حفصة قد نبأت عائشة بما اسره إليها من أمر مارية وأمر الخلافة فلما أخبر صلى الله عليه وسلم عائشة ببعض ما أسرته لها وهو أمر مارية وأعرض عما أسره إليها من أمر الخلافة خوفا أن ينتشر ذلك من الناس قالت عائشة من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ومن ثم كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول والله إن خلافة أبي بكر وعمر لفي كتبا الله ثم يقرا هذه الآية ولما أفشت حفصة رضي الله عنها سره صلى الله عليه وسلم طلقها كما تقدم فجاءه جبريل عليه السلام يأمره بمراجعتها لأنها صوامة قوامة وإنها احدى زوجاته صلى الله عليه وسلم في الجنة وفي رواتية تأتي راجعها رحمة لعمر وقيل هم صلى الله عليه وسلم بتطليقها ولم
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»