السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٨
خرج وقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى أتيت المسجد فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت فلما كان في المرة الرابعة وقال لي مثل ذلك وليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل قد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئ على رمل حصير قد أثر في جنبه فقلت أطلقت يا رسول الله نساءك قال فرفع رأسه إلي وقال لا فقلت الله أكبر ثم قلت كنا معاشر قريش بمكة نغلب على النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن منهن فكلمت فلانة يعني زوجته فراجعتني فأنكرت عليها فقالت تنكر أن راجعتك فوالله لقد رأيت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك وخسر أتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت إلى حفصة فقلت أتراجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم وتهجره إحدانا اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسألينه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك ان كانت جارتك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يعني عائشة رضي الله تعالى عنها فتبسم أخرى فقلت أستأنس يا رسول الله قال نعم فجلست وقلت يا رسول الله قد اثر في جنبك رمل هذا الحصير وفارس والروم قد وسع عليهم وهم لا يعبدون الله فاستوى صلى الله عليه وسلم جالسا وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم قد عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر الله يا رسول الله فلما مضى تسع وعشرون يوما انزل الله تعالى عليه ان يخبرنساءه في قوله تعالى * (يا أيها النبي قل لأزواجك) * الآية فنزل ودخل على عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت له يا رسول الله أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وقد دخلت وقد مضى تسع وعشرون يوما اعددهن فقال صلى الله عليه وسلم إن الشهر تسع وعشرون وفي رواية يكون هكذا وهكذا وهكذا يشير بأصابع يديه وفي الثالثة حبس إبهامه ثم قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي وفي رواية إني أعرض عليك أمرا وأحب أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قالت وما هو يا رسول الله
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»