السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٩
عليه وسلم فقد جاء ان جبريل عليه السلام قال له السلام عليك يا أبا إبراهيم إن الله قد وهب لك غلاما من أم ولدك مارية وأمرك ان تسميه إبراهيم فبارك الله لك فيه وجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة زاد الحافظ الدمياطي رحمه الله فاطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك أقول وسبب اطمئنانه صلى الله عليه وسلم بذلك أن مابورا كان يأوى إليها ويأتي إليها بالماء والحطب فاتهمت به وقال المنافقون علج يدخل على علجة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليا كرم الله وجهه ليقتله فقال له علي كرم الله وجهه يا رسول الله أقتله أو أرى فيه رأي فقال بل ترى رأيك فيه فلما رأى السيف بيد علي كرم الله وجهه تكشف وفي لفظ فإذا هو في ركى يتبرد فقال علي كرم الله وجهه اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب أي ممسوح فكف عنه علي كرم الله وجهه ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أصبت إن الشاهد يرى مالا يرى الغائب أي وتكون هذه القضية متقدمة على قول جبريل عليه الصلاة والسلام المذكور فالمراد مزيد الاطمئنان وفي كلام بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على مارية رضي الله تعالى عنها وهي حامل بولده إبراهيم فوجد عندها من ذكر فوقع في نفسه شيء فخرج صلى الله عليه وسلم وهو متغير اللون فلقيه عمر رضي الله تعالى عنه فعرف الغيظ في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره فأخذ عمر السيف ثم دخل على مارية رضي الله عنها وهو عندها فأهوى إليه السيف فلما رأى ذلك كشف عن نفسه فإذا هو مجبوب فلما رآه عمر رضي الله عنه رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ألا أخبرك يا عمر إن جبريل عليه الصلاة والسلام أتاني فأخبرني أن الله برأها ونزهها مما وقع في نفسي وبشرني أن في بطنها غلاما مني وأنه أشبه الخلق بي وأمرني أن اسميه إبراهيم وكناني بأبي إبراهيم ولولا أني أكره أن أحول كنيتي التي تكنيت بها لتكنيت بأبي إبراهيم والله أعلم أي وفي النور إني لا أعرف في الصحابة خصيا إلا هذا وشخص آخر يقال له سفد رآه مولاه يقبل جارية له فخصاه وجدعه وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه سيده
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»