السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٥
كلام العامري أن النبي صلى الله عليه وسلم جدد نكاح أم حبيبة رضي الله تعالى عنها بنت أبي سفيان رضي الله تعالى عنه تطيبا لخاطره ثم صفية رضي الله تعالى عنها بنت حي بن أخطب سيد بني النضير قتل مع بني قريظة كما تقدم وكانت عند سلام بن مشكم ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وقتل عنها يوم خيبر وتقدمت قصة قتله في خيبر ولم تلد لأحد منهما واصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها لأنه لما جمع سبي خيبر جاءه دحية الكلبي رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله أعطني جارية من السبي فقال اذهب فخذ جارية فأخذ صفية رضي الله تعالى عنها فقيل يا رسول الله إنها سيدة بني قريظة والنضير لا تصلح إلا لك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خذ جارية من السبي غيرها فحجبها وجهزتها له أم سليم رضي الله تعالى عنها واهدتها له من الليل وكان عمرها لم يبلغ سبع عشرة سنة فأولم صلى الله عليه وسلم عليها بتمر وسويق وفي لفظ لما أصبح صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده شيء فليجيء به فبسط نطعا فجعل الرجل يأتي بالأقط وجعل الرجل يأتي بالتمر وجعل الرجل يأتي بالسمن فحاسوا حيسا فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنس قال كانت صفية عاقلة فاضلة ودخل عليها صلى الله عليه وسلم يوما وهي تبكي فقال لها في ذلك فقالت قد بلغني أن عائشة وحفصة ينالان مني ويقولان نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولي لهن كيف تكن خيرا مني وأبي هارون وعمي موسى عليهما الصلاة والسلام وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم أي فهي بنت نبي وزوج نبي ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثرا في وجهها فسألها عن ذلك فقالت رأيت كأن القمر وقع في حجري فذكرت ذلك لأبي وتقدم في رواية أنها ذكرت ذلك لزوجها كنانة فضرب وجهي ضربة أثرت في هذا الأثر وقال إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب ولامانع من تعدد الواقعة فقد قال في النور لعلهما فعلا بها ذلك وتقدم في رواية أنها رأت الشمس وقعت على صدرها وتقدم أنه يجوز تعدد الرؤيا أو أنها رأت الشمس والقمر في وقت واحد
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»