السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٦
عليه أن يخير نساءه في قوله تعالى * (يا أيها النبي قل لأزواجك) * الآية فنزل ودخل على عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت له يا رسول الله أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وقد دخلت وقد مضى تسع وعشرون يوما أعددهن قال إن الشهر تسع وعشرون وفي رواية يكون هكذا وهكذا يشير بأصابع يديه وفي الثالثة حبس إبهامه ثم قال يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك فقالت وما هو يا رسول الله فقرأ * (يا أيها النبي قل لأزواجك) * الآية قلت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفي رواية أفيك يا رسول الله استشيري أبوي بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت ثم قلت له لا تخير امرأة من نسائك بالذي قلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني ولكن بعثني معلما بشيرا ثم فعل أزواجه صلى الله عليه وسلم ما فعلت عائشة رضي الله تعالى عنهن وقد ذكر الأقوال التسعة في الإمتاع وذكر فيه أن التخيير كان بعد فتح مكة لآن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لم يقدم المدينة إلا بعد الفتح مع أبيه العباس رضي الله تعالى عنهما وذكر أنه حضر الواقعة ومن القسم الثاني تحريم أكل الصدقة واجبة أو مندوبة وكذا الكفارة والمنذورة والموقوف عليه إلا على جهة عامة كالآبار الموقوفة على المسلمين ويشاركه في الصدقة الواجبة آلة دون صدقة التطوع على الجهة الخاصة دون الجهة العامة والصدقة الواجبة هي المعنية بقوله صلى الله عليه وسلم إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس لما سأله عمه العباس رضي الله تعالى عنه أن يستعمله على الصدقات قال صلى الله عليه وسلم ما كنت لأستعملك على غسلات ذنوب الناس ولما أخذ الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما تمرة من تمر الصدقة ووضعها في فيه قال له النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة وفي رواية إن آل محمد لا يأكلون الصدقة واختلف علماء السلف هل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تشارك النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فذهب الحسن رحمه اله تعالى إلى أن الأنبياء تشاركه في ذلك وذهب سفيان بن عيينة على اختصاصه بذلك دونهم وأن يعطى شيئا لأجل أن يأخذ شيئا أكثر منه وأن يتعلم الكتابة أو الشعر وإنشاءه وروايته لا التمثل به وأنه إذا لبس لامته للقتال
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»