السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٥
وقد جاء في بعض الروايات عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت يا رسول الله ادع لي فيهن بالبركة فصفهن ثم دعا فيهن بالبركة وقال خذهن واجعل في مزودك ما أردت منهن أي إذا أردت أخذ شيء منهن أدخل يدك فيه فخذه ولا تنثره نثرا أي وفي لفظ غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الناس مجاعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة هل من شيء قلت نعم شيء من تمر في المزود فقال ائتني به فأتيته به فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ثم قال لي ادع لي عشرة فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا فما زال يصنع ذلك حتى أطعم الجيش كلهم ثم قال صلى الله عليه وسلم خذ ما جئت به أدخل يدك فاقبض ولا تكفأه قال فقبضت على أكثر ما جئت به ثم أكلت منه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة أبي بكر وأطعمت وحياة عمر وأطعمت وحياة عثمان وأطعمت فلما قتل عثمان انتهب مني ومن ذلك تكثير الطعام الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصابعه فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم دعا أهل الصفة لقصعة ثريد فأكلوا حتى لم يبق إلا اليسير في نواحيها فجمعه صلى الله عليه وسلم فصار لقمة فوضعها على أصابعه وقال لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه أي لأنه كان من أهل الصفة كل بسم الله قال أبو هريرة فوالذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت كما تقدم قيل وكان أصحاب الصفة حينئذ تسعين وقيل مائة ونيفا وقيل أربعمائة ومن ذلك تكثير الطعام الذي جاء به أنس رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فعنه رضي الله تعالى عنه قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت يا انس اذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرؤك السلام وتقول لك إن هذا لك منا قليل قال فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت له إن أمي تقرئك السلام وتقول لك إن هذا منا لك قليل فقال ضعه ثم قال اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت فدعوت من سمي ومن لقيت قيل لانس كم كانوا قال زهاء ثلاثمائة وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس هات التور ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»