السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٢
باب نبذة من خصائصه صلى الله عليه وسلم أي ما اختص به صلى الله عليه وسلم عن سائر الناس من الأنبياء وغيرهم وما اختص به عن غير الأنبياء وفيما اختصت به أمته صلى الله عليه وسلم عن سائر الناس من الأنبياء وغيرهم وفيما اشتركت فيه مع الأنبياء دون أممهم لا يخفى أن ذكر خصائصة صلى الله عليه وسلم مندوب قال في الروضة ولا يبعد القول بوجوب ذلك ليعرف فلا يتأسى به جاهل في ذلك ثم لا يخفى أن الذي من خصائصه صلى الله عليه وسلم عن سائر الناس إما أن يكون اختص بوجوبه عليه لأن الله علم أنه صلى الله عليه وسلم أقوم به واصبر عليه من غيره ولأن ثواب الفرض أفضل من ثواب النفل غالبا وقد جاء ما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه أو اختص بتحريمه عليه لأن الله علم أنه صلى الله عليه وسلم أصبر على تركه ولمزيد فضل تركه أو اختص بإباحته له تسهيلا عليه أو اختص باتصافه به لمزيد فضله وشرفه فمن القسم الأول صلاة الضحى أي بما هو أقلها وهو ركعتان وركعتا الفجر وصلاة الوتر قال صلى الله عليه وسلم ثلاث علي وفرائض ولكم تطوع الوتر وركعتا الفجر وركعتا الضحى أي وفي الامتاع أن هذا الحديث ضعف من جميع طرقه ومع ذلك ففي ثبوت خصوصية هذه الثلاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم تظر فإن الذي ينبغي ولا يعدل عنه إلى غيره أن لا تثبت خصوصيته إلا بدليل صحيح وفي البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»