السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٨
ما ملأت به عكة وأرسلت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلها وأمر ففرغوها وردوها فارغة وكنت غائبة عن المنزل فلما جئت رأيت العكة مملوءة سمنا قالت فقلت للتي أرسلتها معها كيف الخبر فأخبرتني الخبر فما صدقتها وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته وقلت له يا رسول الله وجهت إليك عكة سمن قال قد وصلت فقلت بالذي بعثك بالهدى ودين الحق لقد وجدتها مملوءة سمنا تقطر قال افتعجبين أن أطعمك الله كما أطعمت نبيه صلى الله عليه وسلم اذهبي فكلي واطعمي الحديث أي ومنها دعاؤه صلى الله عليه وسلم لفرس جعيل الأشجعي فعنه رضي الله تعالى عنه قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته وأنا علي فرس عجفاء ضعيفة فكنت في آخر الناس فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سر يا صاحب الفرس فقلت يا رسول الله عجفاء ضعيفة فرفع محقنة كانت معه فضربها بها وقال اللهم بارك له فيها فلقد رأيتني ما أملك رأسها قدام القوم ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا ومنها أن جليبيبا على وزن قنيديل الأنصاري وكان قصيرا دميما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه فقال يا رسول الله إذا تجدني كاسدا فقال إنك عند الله لست بكاسد فخطب له صلى الله عليه وسلم جارية من أولاد الأنصار فكره أبو الجارية وأمها ذلك فسمعت الجارية بما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قبلت * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) * وقالت رضيت وسلمت لما رضي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم به فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اصبب الخير عليها صبا ولا تجعل عيشها كدا فكانت من أكثر الأنصار نفقة ومالا مع كونها أيما فإنه رضي الله تعالى عنه قتل عنها في بعض غزواته معه صلى الله عليه وسلم بعد أن قتل سبعة من المشركين ووقف عليه صلى الله عليه وسلم ودعا له وقال هذا مني وأنا منه وحمله صلى الله عليه وسلم على ساعديه ماله سرير غير ساعديه صلى الله عليه وسلم ثم حفروا له فوضعه في قبره ولم يغسله ولم يصل اليه ومنها نبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم حتى شرب القوم وتوضئوا وهم ألف وأربعمائة قال وفي رواية ألف وخمسمائة وفي رواية فشربوا وسقوا وملئوا
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»