فأكلوا حتى شبعوا كلهم ثم قال يا أنس ارفع فما أدري حين وضعت كان أكثر أو حين رفعت ومن ذلك تكثير الطعام الذي صنعه أبو أيوب الأنصاري فعنه رضي الله تعالى عنه قال صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله تعالى عنه طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فادع لي ثلاثين من اشراف الأنصر قال فشق ذلك علي ما عندي ما أزيده فقال اذهب فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار قال أبو أيوب رضي الله تعالى عنه فدعوتهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اطعموا فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله قبل أن يخرجوا ثم قال اذهب فادع لي ستين من اشراف الأنصار فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله قبل أن يخرجوا ثم قال اذهب فادع لي تسعين من الأنصار فدعوتهم فأكلوا حتى صدروا ثم شهدو أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرجوا فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون رجلا كلهم من الأنصار قال ومنها تكثير اللبن في القدح فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه اشتد به الجوع يوما قال فمر علي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقمت إليه وسألته عن آية من كتاب الله ليشبغني فمر ولم يفعل ثم مر علي عمر ففعلت معه وفعل معي كذلك ثم مر صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي ثم قال يا أبا هريرة وفي لفظ يا أبا هر قلت لبيك يا رسول اله قال الحق فتبعته صلى الله عليه وسلم إلى أن دخل بيته وأذن لي فدخلت فوجدت لبنا في قدح فقال صلى الله عليه وسلم أي لأهل بيته من أين هذا اللبن فقيل أهدى لك فقال يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادع لي أهل الصفة فساءني ذلك فقلت ما هذا اللبن في أهل الصفة وما أظن أن ينالني من هذا اللبن شيء أي لأنهم كانوا أربعمائة على ما تقدم فدعوتهم فاقبلوا واخذوا مجالسهم من البيت فقال يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله خذ فأعطاهم فأخذت القدح فجلست أعطيه الرجل فيشرب حتى يروي حتى لم يبق إلا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي اقعد فاشرب فشربت فقال لي اشرب فشربت فما زال يقو لي اشرب فأشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا فأعطيته القدح فحمد الله
(٣٦٦)