عز وجل سمى وشرب الفضلة ا ه أي وقد تقدم ذلك وفي لفظ حتى إذا لم يبق إلا أنا وهو فأخذ القدح على يده ونظر إلي وتبسم فقال يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب الحديث وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي هريرة يا أبا هر قال إنما أنا أبو هريرة فقال صلى الله عليه وسلم الذكر خير من الأنثى ولما وقع القتال بين على ومعاوية رضي الله تعالى عنهما كان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه يصلي خلف علي كرم الله وجهه ويحضر طعام معاوية وعند القتال يصعد على تل فقيل له في ذلك فقال الصلاة خلف على أقوم وطعام معاوية أدسم والقعود على هذا التل اسلم ومن ذلك ما حدثت به بنت خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنهما قالت خرج خباب في سرية فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهدنا وكان لنا عنز فكان يحلبها فيملأ حلابها جفنة لنا فلما جاء خباب عاد حلابها لما كان عليه أولا فقلت لأبي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلبها فتمتلئ جفنتنا فلما حلبتها رجع حلابها ومن ذلك ما حدث به بعض الصحابة أنه قال كنا زهاء أربعمائة رجل فنزلنا في موضع ليس فيه ماء فشق ذلك على أصحابه صلى الله عليه وسلم فجاءت شويهة لها قرنان فقامت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلبها فشرب حتى روى وسقى أصحابه حتى رووا ثم قال لي صلى الله عليه وسلم املكها الليلة وما أراك تملكها فأخذتها فوتدت لها وتدا ثم ربطتها بحبل ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة ورأيت الحبل مطروحا فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذهب بها الذي جاء بها ومنها أن امرأة كانت أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم سمنا في عكة فقبله وترك في العكة قليلا ونفخ فيه ودعا بالبركة فكان يأتيها بنوها يسألونها الأدم فتعمد إلى تلك العكة فتجد فيها سمنا فما زالت تقيم بها أدم بيتها بقية حياته صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان حتى كان من أمر على ومعاوية رضي الله تعالى عنهما ما كان وفي رواية أنها عصرتها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها عصرتيها قالت نعم قال لو تركتيها ما زال دائما ويحتمل أن الواقعة تعددت وعن أم سليم أم انس رضي الله تعالى عنهما قالت كان لي شاة فجمعت من سمنها
(٣٦٧)