السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٧
وعند ذلك خرج طلحة والزبير رضي الله عنهما على فرسين وخرج إليهما علي كرم الله وجهه ودنا كل واحد من الآخر فقال لهما علي لعمري لقد أعددتما خيلا ورجالا وسلاحا فاتقيا الله ولا تكونها * (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) * ألم تكونا أخوى في الله تحرمان دمي وأحرم دمكما فقال له طلحة رضي الله عنه ألبت الناس على عثمان فقال له علي كرم الله وجهه أنتما خذلتماه حتى قتل فسلط الله اليوم على أشرنا على عثمان ما يكره ثم توافقوا على الصلح وقتل من كان له دخل في قتل عثمان رضي الله عنه وبات الفريقان على ذلك وبات الذي أثاروا أمر عثمان بشر ليلة وباتوا يتشاورون ثم اتفقوا على انشاب الحرب فلما كان وقت الغلس ثاروا ووضعوا السلاح فثار الناس فخرج طلحة والزبير في وجوه الناس وقالا ما هذا قالوا طرقنا جيش علي فقالا علمنا أن عليا غير سفيه حتى يسفك الدماء ويستحل الحرمة فقام علي كرم الله وجهه في وجوه الناس وقال ما هذا قالوا طرقنا جيش عائشة فقال لقد علمت أن طلحة والزبير غير سفيهين حتى يستفكا الدماء ويستحلا الحرمة ونشبت الحرب فألبسوا هودج عائشة رضي الله عنها الدروع ووقفت على الجمل وصار كل من أخذ زمامه قتل وقتل طلحة رضي الله عنه جاءه سهم غرب يقال أرسله له مروان بن الحكم وهو كان في جيش أم المؤمنين وفي الزربير رضي الله عنه لما قال له علي كرم الله وجهه يا زبير أتذكر لما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تقاتلني وأنت ظالم لي فقال له علي كرم الله وجهه ترجع بالعار ولا ترجع بالنار فترك وذهب وصار الهودج مثل القنفذ من كثرة النشاب فعند ذلك عقروا الجمل ووقع الهودج على الأرض وجعلت تقول عائشة رضي الله عنها يا بني اتبعنه ابتعنه وعند ذلك قال علي كرم الله وجهه لمحمد بن أبي بكر رضي الله عنهما انظر أختك هل أصابها شيء فلما جاءها وادخل بيده قالت من أنت قال ابن الخثعمية قالت محمد قال نعم قالت بأبي أنت وأمي الحمد لله الذي عافاك وفي رواية قال لها أخوك محمد البار فقالت بل مذمم العاق تضرب عليها فسطاطا فلما كان من آخر الليل خرج بها وادخلها البصرة وانزلها في دار صفية بنت الحارث أم طلحة الطلحات وبكت
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»