السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٠
لها مائة ألف درهم حرصا على أن يكون الأمر له فإن معاوية عرض بذلك في حياة الحسن ولم يكشفه إلا بعد موته ولما جاء الخبر لمعاوية بموته رضي الله عنه قال يا عجبا من الحسن بن علي شرب شربة من عسل بما رومة يعني بئر رومة فقضى نحبه وأتى ابن عباس رضي الله عنهما معاوية وهو لا يعلم الخبر فقال له معاوية هل عندك خبر المدينة قال لا فقال معاوية يا ابن عباس احتسب الحسن لا يحزنك الله ولا يسؤك فأظهر عدم التشوش وقال أما ما أبقاك الله لي يا أمير المؤمنين فلا يحزنني الله ولا يسوءني فأعطاه على تلك الكلمة ألف ألف وذكر بعضهم قال كنا عند الحسن رضي الله عنه ومعنا الحسين رضي الله عنه فقال الحسن لقد سقيت السم مرارا وما سقيته مثل هذه المرة ولقد لفظت طائفة من كبدي فقال له الحسين أي أخي ومن سقاك قال وما تريد أتريد أن تقتله قال نعم قال لئن كان الذي أظن فالله أشد نقمة ولئن كان غير ما أحب أن يتل بي بريئا وكان الحسن رضي الله عنه رجلا حليما لم يسمع منه كلمة فحش وكان مروان وهو وال على المدينة يسبه ويسب عليا كرم الله وجهه كل جمعة على المنبر فقيل له في ذلك فقال لا أمحو شيئا بأن أسبه ولكن موعدي وموعده الله فإن كان صادقا جازاه الله بصدقه وإن كان كاذبا فالله أشد نقمة وأغلظ عليه رضي الله عنه مروان يوما وهو ساكت ثم امتخط مروان بيمينه فقال له الحسن رضي الله تعالى أف لك أما علمت أن اليمين لها شرف فخجل مروان وبكى مروان في جنازته فقال له الحسين اتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه فقال إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا وأشار إلى الجبل ومن ثم وقع بين الحسن والحسين رضي الله تعالى عنه بعض الشحناء فتهاجرا ثم أقبل الحسن على الحسين فأكب على رأسه يقبله فقال له الحسين إن الذي منعني من ابتدائك بهذا أنك أحق بالفضل مني وكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به مني وقد تقدم ذلك ومن شعره الحسن رضي الله تعالى عنه * من ظن أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق *
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»