صلى الله عليه وسلم فإنها كانت قبطية والمراد بالصهر أم ولده إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأنها كانت قبطية كما علمت ومنها إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم فمن ذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم لثعلبة بن حاطب الأنصاري أي غير البدري لأن ذاك قتل بأحد وهذا تأخر إلى زمن عثمان رضي الله تعالى عنه كما سيأتي خلافا لمن وهم في ذلك لأن من شهد بدرا لا يدخل النار وكثيرا ما يقع الاشتراك في الاسم واسم الأب كما قال بعض الصحابة وهو طلحة ابن عبيد الله لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة من بعده فأنزل اله تعالى * (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) * الآية ظن بعضهم أن المراد بطلحة هذا أحد العشرة المبشرين بالجنة وحاشاه من ذلك وهو أجل مقاما من أن يصدر منه مثل ذلك ولما قال ثعلبة بن حاطب له يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال له صلى الله عليه وسلم ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم أتاه مرة أخرى فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال له صلى الله عليه وسلم ويحك يا ثعلبة أما ترضى أن تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده لو سألت ربي أن يسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت فقال والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالا لأوتين كل ذي حق حقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ غنما فصارت تنمى كما تنمى الدود وضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل ودايا من أوديتها فكان يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك الجماعة فيما سواهما ثم نمت وكثرت حتى ترك الجماعة فيما سوى الجمعة فإنه كان يشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم ترك الجمعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل ثلعبة فأخبروه بخبره فقال صلى الله عليه وسلم يا ويح ثعلبة قالها ثلاثا فلما نزل قوله تعالى * (خذ من أموالهم صدقة) * الآية بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة وكتب لهما فرائض الصدقة وأسنانها وقال لهما مرا ثبعلبة فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدق وأقرآه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انطلقا حتى تفرغا ثم تعودا إلي فانطلقا ثم مرا عليه أرياني كتابكما أنظر فيه فنظر فيه فقال ما هذه إلا أخية الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآهما قال قبل أن يكلماه يا ويح ثعلبة فلما
(٣٦٢)