السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٤
الدنيا فكان ما وقع في زمن معاوية في وقعة الجمل وصفين وفي زمن ولده يزيد في وقعة الحرة كما تقدم ومنها اخباره صلى الله عليه وسلم بأنه لا يبقى أحد من أصحابه بعد المائة أي من الهجرة والذي ينبغي أن تكون المائة من حين وفاته صلى الله عليه وسلم لأن أبا الطفيل رضي الله عنه آخر من مات من الصحابة فكان موته بعد المائة من الوفاة وعن أب الطفيل رضي الله عنه قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي وقال يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة ومنها إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات وهو باب واسع جدا فمن ذلك أنه جيء إليه صلى الله عليه وسلم برجل سرق فقال اقتلوه فقيل له إنه سرق فقال اقطعوه ثم أتى به بعد إلى أبي بكر رضي الله عنه وقد سرق فقطع ثم ثالثة ورابعة إلى أن قطعت قوائمه ثم جيء به إلى أبي بكر وقد سرق فقال له أبو بكر رضي الله عنه لا أجد لك شيئا إلى ما قضى به فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمر بقتلك فإنه كان أعلم بذلك ثم أمر بقتله ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لقيس بن خرشة العبسي رضي الله عنه وقدقال له يا رسول الله أبايعك على ما جاء من الله وعلى أن أقول الحق يا قيس عسى أن مر بك الدهر أن يليك ولاة لا تستطيع أن تقول معهم الحق فقال قيس لا والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لا يضرك شيء وكان قيس رضي الله عنه يعيب زيادا وابنه عبيد الله بن زياد ومن بعده فبلغ ذلك عبيد الله ابن زياد فأرسل اليه فقال له أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله فقال لا والله ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله ورسوله قال ومن هو قال من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال ومن ذلك قال أنت وأبوك ومن أمركما قال وأنت الذي تزعم أنك لا يضرك بشر قال نعم قال لتعلمن اليوم أنك كاذب ائتوني بصاحب العذاب فمال قيس عند ذلك فمات ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لزوجاته أيتكن تنبحها كلام الحوأب وأيتكن صاحبة الجمل الأديب بالدال المهملة والفك لغة في الأدب بالإدغام وهو كثير الشعر يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعدما كادت فكانت تلك عائشة رضي الله عنه فإنه
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»