السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٤
فقال أبو يوسف ما الذي صلى فقال مالك صلى الظهر مقصورة لأنه أسر بالقراءة فصوبه هارون في احتجاجه على أبي يوسف والله أعلم ثم ركب صلى الله عليه وسلم راحلته إلى أن أتى الموقف فاستقبل القبلة ولم يزل واقفا للدعاء من الزوال إلى الغروب وفي الحديث أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي أي في يوم عرفة كما في بعض الروايات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وجاء أن من جملة دعائه من في ذلك اليوم اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن وسوسة الشيطان ومن وسوسة الصدر ومن شتات الامر ومن شر كل ذي شر وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان فيما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع اللهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضريع من خضعت لك رقبته وفاضت لك عبرته وذل لك جسده ورغم لك أنفه اللهم لا تجعلني بدعائك ربي شقيا وكن بي رؤوفا رحيما يا خير المسؤولين ويا خير المعطين واستمر كذلك صلى الله عليه وسلم حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة أي وخطب صلى الله عليه وسلم على ناقته في ذلك اليوم فعن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة رضي الله تعالى عنهم قال بعثني عتاب بن أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة فبلغته ثم وقفت تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لعابها ليقع على رأسي فسمعته يقول أيها الناس إن الله قد أدى إلى كل ذي حق حقه وإنه لا تجوز وصية لوارث والولد للفراش وللعاهر الحجر ومن دعى إلى غير أبيه أو مولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله له صرفا ولا عدلا وجاءه صلى الله عليه وسلم جماعة من نجد فسألوه كيف الحج فأمر مناديا ينادي الحج عرفة من جاء ليلة جمع أي المزدلفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج وجمع بفتح الجيم وسكون الميم أيام منى ثلاثة * (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) * أي وقال صلى الله عليه وسلم وقفت ههنا وعرفة كلها موقف زاد مالك في الموطأ وارفعوا عن بطن عرنة
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»