قدم بها من المدينة وذلك بيده الشريفة لكل سنة بدنة قال بعضهم وفي ذلك إشارة إلى منتهى عمره صلى الله عليه وسلم لأن عمره صلى الله عليه وسلم كان في ذلك اليوم ثلاثا وستين سنة فنحر صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة لكل سنة بدنة وطبخ له اللحم من لحمها وأكل منه أي أخذ من كل بدنة بضعة فجعل ذلك في قدر وطبخ فاكل من ذلك اللحم وشرب من مرقته ثم أمر صلى الله عليه وسلم عليا كرم الله وجهه فنحر ما بقي وهو تمام المائة أي ولعله الذي أتى به علي كرم الله وجهه من اليمن هذا وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين بدنة ثم أمر صلى الله عليه وسلم عليا فنحر ما بقي منها ويقال له اقسم لحومها وجلودها وجلالها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من كل بيعر جذية من لحم واجعلها في قدر واحدة حتى نأكل من لحمها ونحثو من مرقها ففعل وأخبر صلى الله عليه وسلم أن منى كلها منحر وأن فجاج مكة كلها منحر ثم حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الشريف أي حلقه معمر بن عبد الله وقال له هنا وأشار بيده إلى الجانب الأيمن فبدأ بشقه الأيمن فحلقه ثم بشقه الأيسر وقسم شعره فأعطى نصفه لأبي طلحة الأنصاري أي شعر نصف رأسه الأيسر بعد ان قال ههنا أبو طلحة وقيل أعطاه لأم سليم زوج أبي طلحة رضي الله عنهما وقيل لأبي كريب وأعطى منه نصفه الثاني أي الذي هو الأيمن الشعرة و الشعرتين للناس وفي رواية ناول صلى الله عليه وسلم الحلاق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه ثم ناول الحلاق الشق الأيسر فحلقه وأعطاه أبا طلحة وقال اقسمه بين الناس قال في النور والحاصل أن الروايات اختلفت في مسلم في بعضها أنه أعطاه الأيسر وف بعضها أنه أعطاه الأيمن ورجح أبن القيم أن الذي اختص به أبو طلحة هو الشق الأيسر أقول الذي في مسلم قال للحلاق ها وأشار بيده إلى جانبه الأيمن فقسم شعره بين من يليه وفي رواية فوزعه الشعرة والشعرتين ثم أشار إلى الحلاق وإلى جانبه الأيسر فحلقه فأعطاه لأم سليم وفي رواية قال ههنا أبو طلحة وفي لفظ أين أبا طلحة فدفعه إلى أبي طلحة
(٣٢٨)