السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
هل معك من هدى قال قلت لا فأمري فطفت بالبيت والصفاة والمروة ورواية الشيخين عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال له بم أهللت فقلت لبيت بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال فقد أحسنت طف بالبيت وبالصفا والمروة وأحل أي بعد الحلق أو التقصير وفيه أنه صلى الله عليه وسلم كان مهلا بالحج فقط أو مع العمرة إلا أن يقال جوز لأبي موسى الفسخ من الحج إلى العمرة كما فعل ذلك مع غيره من الصحابة الذين أحرموا بالحج ولا هدى معهم ومن جملة من لم يسق الهدى أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن فأحللن أي لأنهن أحرمن إحراما مطلقا ثم صرفنه للعمرة أو أحرمن متمتعات أي بالعمرة إلا عائشة رضي الله تعالى عنها فإنها لم تحل أي لأنها أدخلت الحج على العمرة كما تقدم وممن أحل سيدتنا فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أي لأنها لم يكن معها هدى وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما وشكا علي كرم الله وجهه فاطمة رضي الله تعالى عنها للنبي صلى الله عليه وسلم إذا أحلت أي فإنه وجدها لبست صبيغا واكتحلت فأنكر عليها فقالت رضي الله تعالى عنها أمرني أبي بذلك فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم محر شاله عليها رضي الله تعالى عنها فصدقها عليه الصلاة والسلام في أنه أمرها بذلك أي فإنه صلى الله عليه وسلم قال له صدقت صدقت صدقت أنا أمرتها بذلك يا علي وسأله سراقة بن مالك رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد فشبك صلى الله عليه وسلم أصابعه فقال بل لأبد لأبد دخلت العمرة في الحج هكذا إلى يوم القيامة أي وفي رواية فشبك بين أصابعه واحدة في أخرى وقال دخلت العمرة في الحج هكذا مرتين بل لأبد لأبد بالإضافة أي إلى آخر الدهر وهذا الجواب بقوله دخلت العمرة في الحج يدل على أن مراد السائل بالتمتع القران لا حقيقته الذي هو الإحرام بالحج بعد الفراغ من عمل العمرة لكن قول بعضهم لما كان آخر سعيه صلى الله عليه وسلم على المروة قال لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم اسق الهدى وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدى فليحل وليجعلها عمرة فقام سراقة فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد الحديث يدل على أن مراده بالتمتع حقيقته
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»