السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٦
فقال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأسلم عمر مكانه أقول ولا ينافي هذا ما تقدم من اسلامه واتيانه بالشهادتين في بيت أخته قبل خروجه اليه صلى الله عليه وسلم وقوله ولم يعلموا اسلامى لأنه يجوز أن يكون مراده بقوله جئت لأومن جئت لاظهر ايمانى عندك وعند أصحابك وعند ذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم يا ابن الخطاب إلى اخره وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم اعرض على الذي تدعو اليه يجوز أن يكون عمر جوز أن الذي يدعو اليه ويصير به المسلم مسلما أخص مما نطق به من الشهادتين والله أعلم قال عمر وأحببت أن يظهر اسلامى وأن يصيبني ما يصيب من أسلم من الضرر والإهانة فذهبت إلى خالى وكان شريفا في قريش وأعلمته أنى صبوت أي وهو أبو جهل وقد جاء في بعض الروايات قال عمر لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة حتى اتيه فأخبره أنى قد أسلمت فذكرت أبا جهل فجئت له فدققت عليه الباب فقال من بالباب قلت عمر بن الخطاب فخرج إلى فقال مرحبا وأهلا يا ابن أختي ما جاء بك قلت جئت لأخبرك وفى لفظ لأبشرك ببشارة فقال أبو جهل وما هي يا ابن أختي فقلت انى قد امنت بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وصدقت ما جاء به فضرب الباب في وجهي أي أغلقه وهو بمعنى أجاف الباب كما في بعض الروايات وقال قبحك الله وقبح ما جئت به أي وانما كان أبو جهل خال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قيل لان أم عمر أخت أبى جهل وقيل لان أم عمر بنت هشام بن المغيرة والد أبى جهل فأبو جهل خال أم عمر وقيل إن أم عمر بنت عم أبى جهل وصححه ابن عبد البر وعصبة الام أخوال الابن قال عمر وجئت رجلا اخر من عظماء قريش وأعلمته أنى صبوت فم يصبني منها شئ فقال لي رجل تحب أن يعلم اسلامك قلت نعم قال إذا جلس الناس يعنى قريشا في الحجر واجتمعوا فائت فلانا لشخص كان لا يكتم السر وهو جميل بن معمر رضي الله عنه أسلم يوم الفتح وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا وكان يسمى ذا القلبين وفيه نزلت * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) * ومات في خلافة عمر رضى الله تعالى عنه وحزن عليه عمر حزنا شديدا فقل له فيما بينك وبينه اني قد صبوت قال فلما اجتمعت الناس في الحجر جئت الرجل فدنوت منه وأخبرته فرفع صوته بأعلاه فقال
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»