وقيل إن اية * (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) * نزلت في ثقيف قالوا لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خلالا نفتخر بها على العرب لا نعشر ولا نحشر ولا ننحنى في صلاتنا وكل ربا لنا فهو لنا وكل ربا علينا فهو موضوع عنا وأن تمتعنا باللات سنة وأن تحرم وادينا كما حرمت مكة فان قالت العرب لم فعلت ذلك فقل ان الله أمرني وقيل نزلت في قريش قالوا لا نمكنك من استلام الحجر حتى تلم بآلهتنا وتمسها بيدك وقد يدعى أن هذا مما تعدد أسباب نزوله والقاضي البيضاوي اقتصر على ما عدا الأول والله أعلم قال وقيل إن هاتين الكلمتين لم يتكلم بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما ارتصد الشيطان سكتة عند قوله الأخرى فقالهما محاكيا نغمته صلى الله عليه وسلم فظنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما في شرح المواقف ومن سمعه أنهما من قوله صلى الله عليه وسلم أي حتى قال قلت على الله ما لم يقل وتباشر بذلك المشركون وقالوا ان محمدا قد رجع إلى ديننا أي دين قومه حتى ذكر أن الهتنا لتشفع لنا وعند ذلك أنزل الله تعالى قوله * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) * أي قراءته ما ليس من القران أي مما يرضاه المرسل إليهم وفى البخاري إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه فينسخ الله ما يلقى الشيطان يبطله ثم يحكم الله آياته أي يثبتها والله عليم بالقاء الشيطان ما ذكر حكيم في تمكينه من ذلك يفعل ما يشاء ليميز به الثابت على الايمان من المتزلزل فيه ولم أقف على بيان أحد من الأنبياء والمرسلين وقع له مثل ذلك وفيه كيف يجترىء الشيطان على التكلم بشئ من الوحي ومن ثم قيل هذه القصة طعن في صحتها جمع وقالوا انها باطلة وضعها الزنادقة أي ومن ثم أسقطها القاضي البيضاوي ومن جملة المنكرين لها القاضي عياض فقد قال هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل وانما أولع به المفسرون المؤرخون المولعون بكل غريب أي وقال البيهقي رواة هذه القصة كلهم مطعون فيهم وقال الامام النووي نقلا عنه
(٨)