السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧
ومن جملة من كان مع المشركين حينئذ الوليد بن المغيرة لكنه رفع ترابا إلى جبهته فسجد عليه لأنه كان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود وقيل الذي فعل ذلك سعيد بن العاص ويقال كلاهما فعل ذلك وقيل الفاعل لذلك أمية بن خلف وصحح وقيل عتبة بن ربيعة وقيل أبو لهب وقيل المطلب وقد يقال لا مانع أن يكونوا فعلوا ذلك جميعا بعضهم فعل ذلك تكبرا وبعضهم فعل ذلك عجزا وممن فعل ذلك تكبرا أبو لهب فقد جاء وفيها سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد معه المؤمنون والمشركون والجن والانس غير أبى لهب فإنه رفع حفنة من تراب إلى جبهته وقال يكفى هذا ولا يخالف ذلك ما نقل عن ابن مسعود ولقد رأيت الرجل أي الفاعل لذلك قتل كافرا لأنه يجوز أن يكون المراد بقتل مات فعند ذلك قال المشركون له صلى الله عليه وسلم قد عرفنا أن الله تعالى يحيى ويميت ويخلق ويرزق ولكن الهتنا هذه تشفع لنا عنده فأما إذا جعلت لنا نصيبا فنحن معك فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس في البيت وفيه أنه كيف يكبر عليه صلى الله عليه وسلم ذلك مع أنه موافق لما تمناه من أن الله ينزل عليه ما يقارب بينه وبين المشركين حرصا على اسلامهم المتقدم ذلك عن سيرة الدمياطي الا أن يقال هذا كان بعد ما عرض السورة على جبريل وقال له ما جئتك بهاتين الكلمتين المذكور ذلك في قولنا فلما أمسى صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فعرض عليه السورة وذكر الكلمتين فيها فقال له جبريل ما جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت على الله ما لم يقل أي فكبر عليه ذلك فأوحى الله تعالى اليه ما في سورة الإسراء * (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره) * بموافقتك لهم على مدح الهتهم بما لم نرسل به إليك * (وإذا) * لو فعلت أي دمت عليه * (لاتخذوك خليلا) * إلى قوله * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * أي مانعا يمنع العذاب عنك وهذا يدل لما تقدم أنه تكلم بذلك ظانا أنه من جملة ما أوحى اليه وقيل نزل ذلك لما قال له اليهود حسدا له صلى الله عليه وسلم على اقامته بالمدينة لئن كنت نبيا فالحق بالشام لأنها أرض الأنبياء حتى نؤمن بك فوقع ذلك في قلبه فخرج برحله فنزلت فرجع أي بدليل ما بعدها وقيل إن التي بعدها نزلت في أهل مكة
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»