السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠
قال في الأصل ولم يدخل أحد مهم الا بجوار الا ابن مسعود فإنه مكث يسيرا ثم رجع إلى أرض الحبشة أي وهذا من صاحب الأصل تصريح بأن ابن مسعود كان في الهجرة الأولى وهو موافق في ذلك لشيخه الحافظ الدمياطي لكن الحافظ الدمياطي جزم بأن ابن مسعود كان في الهجرة الأولى ولم يحك خلافا وصاحب الأصل حكى خلافا أنه لم يكن فيها وبه جزم ابن إسحاق حيث قال إن ابن مسعود انما كان في الهجرة الثانية فكان ينبغي للأصل أن يقول على ما تقدم هذا وفى كلام بعضهم فلم يدخل أحد منهم مكة الا مستخفيا ولكهم دخلوا مكة الا عبد الله بن مسعود فإنه رجع إلى أرض الحبشة وقد يقال لما لم يطل مكث ابن مسعود بمكة ظن به أنه لم يدخلها فلا ينافي ما سبق ويجوز أن يكون أكثرهم دخل مكة بلا جوار فأطلقوا على الكل أنهم دخلوا مستخفين فلا يخالف ما سبق أيضا ولما رجعوا لقوا من المشركين أشد ما عهدوا قال وممن دخل بجوار عثمان بن مظعون دخل في جوار الوليد بن المغيرة ولما رأى ما يفعل بالمسلمين من الأذى قال والله ان غدوى ورواحى امنا بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى في الله مالا يصيبني لنقص كبير فمشى إلى الوليد فقال يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك جوارك قال له يا ابن أخي لعله اذاك أحد من قومي وأنت في ذمتي فأكفيك ذلك قال لا والله ما اعترض لي أحد ولا اذانى ولكن أرضى بجوار الله عز وجل وأريد أن لا أستجير بغيره قال انطلق إلى المسجد فاردد إلى جواري علانية كما أجرتك علانية فانطلقا حتى أتيا المسجد فقال الوليد هذا عثمان قد جاء يرد على جواري فقال عثمان صدق وقد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني لا أستجير بغير الله عز وجل قد رددت عليه جواره فقال الوليد أشهدكم أنى برئ من جواره الا أن يشاء ثم انصرف عثمان ولبيد بن ربيعة بن مالك في مجلس من قريش ينشدهم قبل اسلامه فجلس عثمان معهم فقال لبيد ألا كل شئ ما خلا الله باطل فقال عثمان صدقت فقال لبيد وكل نعيم لا محالة زائل فقال عثمان كذبت نعيم الجنة لا يزول فقال لبيد يا معشر قريش ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم فقال رجل من القوم ان هذا سفيه فمن سفاهته فارق ديننا فلا
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»