السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢٦
إن الذي زين إليك الخطيئة هو الذي حظر أي منع عليك التوبة * (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب) * الآية غزوة خيبر على وزن جعفر سميت باسم رجل من العماليق نزلها يقال له خيبر وهو أخو يثرب أي الذي سميت باسمه المدينة كما تقدم وفي كلام بعضهم الخيبر بلسان اليهود الحصن ومن ثم قيل ها خيابر لاشتمالها على الحصون وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثيرة بينها وبين المدينة الشريفة ثمانية برد كما في سيرة الحافظ الدمياطي ومعلوم أن البريد أربعة فراسخ وكل فرسخ ثلاثة أميال ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية أقام شهرا وبعض شهر أي ذا الحجة ختام سنة ست وأقام من المحرم افتتاح سنة سبع أياما قيل عشرين يوما أو قريبا من ذلك ثم خرج إلى خيبر أي وهذا ما ذهب اليه الجمهور ونقل عن الإمام مالك رضي الله عنه أن خيبر كانت سنة ست وإليه ذهب الإمام ابن حزم وفي التعليقة للشيخ أبي حامد أنها كانت سنة خمس قال الحافظ ابن حجر وهو وهم ولعله انتقل من الخندق إلى خيبر قال وقد استنفر صلى الله عليه وسلم من حوله ممن شهد الحديبية يغزون معه وجاءه المخلفون عنه في غزوة الحديبية ليخرجوا معه رجاء الغنيمة فقال لا تخرجوا معي إلا راغبين في الجهاد فأما الغنيمة فلا أي لا تعطوا منها شيئا ثم أمر مناديا ينادي بذلك فنادى به قال أنس رضي الله عنه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة وهو زوج أم أنس كما تقدم حين أراد الخروج إلى خيبر التمسوا غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج أبو طلحة مردفي وأنا غلام قد راهقت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل خدمته فسمعته كثيرا ما يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ا ه أقول هذا السياق يدل على أن أول خدمة أنس رضي الله عنه له صلى الله عليه وسلم حينئذ وهو يخالف ما سبق أن عند قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة جاءت به أمه
(٧٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 721 722 723 724 725 726 727 728 729 730 731 ... » »»