السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢٣
إليه أبدا فأخبرته فقال لها صلى الله عليه وسلم ما أمرنا بشيء من أمرك ما أراك الا قد حرمت عليه فقالت يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر الطلاق وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي فقال حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتي وتركي إلى غير أحد وقد كبر سني ودق عظمي وفي لفظ أنها قالت اللهم إني أشكوا إليك شدة وحدتي وما شق علي من فراقه وما نزل بي وبصبيتي قال عائشة رضي الله عنها فلقد بكيت وبكى من كان في البيت رحمة لها ورقة عليها وفي لفظ قالت يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا ذات مال وأهل فلما أكل مالي وذهب شبابي ونفضت بطني وتفرق أهلي ظاهر مني فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراك إلا قد حرمت عليه فبكت وصاحت وقالت أشكو إلى الله فقري ووحدتي وصبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وان ضممتهم إلي جاعوا وصارت ترفع رأسها إلى السماء فبينما هو صلى الله عليه وسلم قد فرغ من شق رأسه وأخذ في الشق الآخر أنزل الله عليه الآية فسرى عنه وهو يتبسم فقال صلى الله عليه وسلم لها مريه فليحرر رقبة فقالت والله ماله خادم غيري قال مريه فليصم شهرين متتابعين فقالت والله إنه لشيخ كبير إنه لم يأكل في اليوم مرتين يندر بصره أي لو كان مبصرا فلا ينافي ما تقدم أنه كان فاق البصر قال فليطعم ستين مسكينا فقالت والله ما لنا اليوم وقية فقال مريه فلينطلق إلى فلان يعني شخصا من الأنصار أخبرني أن عنده شطر وسق من تمر يريد أن يتصدق به فليأخذه منه وفي رواية مريه فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك ثم أتته فقصت عليه القصة فانطلق ففعل أي وفي لفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا سأعينه بفرق من تمر فبكت وقال وأنا يا رسول الله سأعينه بفرق آخر قال قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصى بابن عمك خيرا وفي رواية لما قال لها صلى الله عليه وسلم ما أعلم إلا قد حرمت عليه قالت لها عائشة رضي الله عنه وراءك فتنحت فلما نزل عليه صلى الله عليه وسلم الوحي وسرى عنه قال يا عائشة أين المرأة قالت ها هي هذه قال ادعها فدعتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اذهبي فجيئي بزوجك فذهبت فجاءت به وادخلته على النبي صلى الله عليه وسلم
(٧٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 718 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 ... » »»