السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢٧
وقالت هذا ابني وهو غلام كيس وكان عمره عشر سنين وقيل تسع سنين وقيل ثمان سنين ففي مسلم عن أنس قال جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أزرتني بنصف خمارها وردتني بنصفه فقالت يا رسول الله هذا أنيس ابني أتيتك به ليخدمك فادع الله له قال اللهم أكثر ماله وولده وقد يقال لا مخالفة لأنه يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم وإنما قال لأبي طلحة ما ذكر رجاء ان يأتي له بمن هو أقوى من أنس على السفر شفقة على أنس ومن ثم لم يخرجه صلى الله عليه وسلم معه وفيه أنه خرج معه في بدر فقد جاء أنه قيل لأنس رضي الله عنه أشهدت بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أم لك وأين غبت عن بدر وقد يقال جاز أن يكون عرض لأنس رضي الله عنه حين خروجه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ما يقتضي الشفقة عليه في عدم اخراجه معه والله أعلم واستخلف صلى الله عليه وسلم على المدينة نميلة وقيل سباع بن عرفطة أي وصحح وكان الله وعده وهو بالحديبية أي عند منصرفه منها في سورة الفتح بمغانم بقوله تعالى * (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها) * أي مغانم خيبر وخرج معه صلى الله عليه وسلم من نسائه أم سلمة رضي الله تعالى عنها وقال صلى الله عليه وسلم في سيره لعامر بن الأكوع عم سلمة ابن الأكوع رضي الله تعالى عنهما انزل فحدثنا من هناتك وفي رواية من هنيهاتك وفي لفظ من هنياتك بقلب الهاء الثانية ياء أي من أراجيزك وأشعارك وفي لفظ انزل فحرك بنا الركاب فقال يا رسول الله قد تولى قولي أي الشعز فقال له عمر رضي الله عنه اسمع وأطع فنزل يرتجز بقوله رضي الله تعالى عنه * والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا الأبيات * وفي مسلم اللهم لولا أنت ما اهتدينا قيل وصوابه في الوزن لاهم أو يا الله أو والله لكن في تلك الأبيات فاغفر فداء لك ما اقتفينا أي فاغفر ما اكتسبنا واصل الاقتفاء الاتباع وفي خطاب الباري عز وجل بفداء لك ما لا ينبغي لأنه لا يقال للباري عز وجل فديتك لأن ذلك إنما يستعمل في مكروه ومتوقع حلوله بالمفدى بالفتح فيجعل المفدى بالكسر نفسه فداء له من ذلك فيبذل نفسه عن نفسه
(٧٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 722 723 724 725 726 727 728 729 730 731 732 ... » »»