السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧١٥
* أحييت المرملين من موت جهد * أعوز القوم فيها زاد وماء * أي حفظت على المحتاجين للزاد والماء حياتهم فسلموا من موت قحط شديد أعوذ القوم في ذلك القحط زاد وماء وقال الإمام السبكي في تائيته في تكثير الماء * وعندي يمين لا يمين بأن في * يمينك وكفا حيثما السحب ضنت * ولما أنزلت عليه صلى الله عليه وسلم سورة الفتح قال له جبريل عليه السلام نهنئك يا رسول الله وهنأه المسلمون وتكلم بعض الصحابة وقال ما هذا بفتح لقد صدونا عن البيت وصد هدينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك بئس الكلام بل هو أعظم الفتح لقد رضى المشركون أن يدفعوكم بالبراح عن بلادهم وسألوكم القضية ويربحوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا وأظفركم الله عليهم وردكم الله تعالى سالمين مأجورين فهو أعظم الفتوح انسيتم يوم أحد * (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد) * وأنا أدعوكم في أخراكم ونسيتم يوم الأحزاب * (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا) * فقال المسلمون صدق الله ورسوله فهو أعظم الفتوح والله يا نبي الله ما فكرنا فيما فكرت فيه ولأنت أعلم بالله وبأمره منا وقال له بعض الصحابة أي وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ألم تقل إنك تدخل مكة آمنا قال بلى أفقلت لكم من عامي هذا قالوا لا قال فهو كما قال جبريل عليه السلام فإنكم تأتونه وتطوفون به أقول فيه أنه تقدم أن ذلك كان عن رؤيا لا عن وحي إلا أن يقال يجوز أن يكون جاءه صلى الله عليه وسلم الوحي بمثل ما رأى ثم أخبرهم بذلك والله أعلم وفي لفظ لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين وأخبرهم بذلك فلما صدوا قالوا له اين رؤياك يا رسول الله فانزل الله تعالى * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) * الآية أقول ولا يخالف هذا ما تقدم أن الرؤيا المذكورة كانت بالمدينة وأنها السبب الحامل على الإحرام بالعمرة لجواز تكرار الرؤيا وأن الأولى اقترن بها الوحي وذكر بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة عام القضية وحلق رأسه قال هذا الذي وعدتكم فلما كان يوم الفتح وأخذ المفتاح قال ادعوا لي عمر بن الخطاب فقال هذا الذي قلت لكم
(٧١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 710 711 712 713 714 715 716 717 718 719 720 ... » »»