السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢١
سببا لكثرة المسلمين فإن الكفار لما أمنوا القتال اختلطوا بالمسلمين فاثر فيهم الاسلام فأسلم كثير منهم وقد ذكر بعض المفسرين أن الذين أسلموا في سنتي الفتح بناء على أن المدة كانت ستتين أو المعنى سنتين من الصلح أي من مدته يعدلون الذين أسلموا قبلهما قال وعن بعضهم أي وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقول ما كان فتح في الإسلام أعظم من فتح الحديبية ولكن الناس قصر رأيهم عما كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وربه والعباد يعجلون والله لا يعجل لعجلة العباد حتى تبلغ الأمور ما أراد لقد رأيت سهيل بن عمرو رضي الله عنه بعد إسلامه في حجة الوداع قائما عند المنحر يقرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينحرها بيده ودعا الحلاق لحلق رأسه فأنظر إلى سهيل كلما يقلط من شعره صلى الله عليه وسلم يضعه على عينيه وأذكر امتناعه أن يقر يوم الحديبية بأن يكتب * (بسم الله الرحمن الرحيم) * أي وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمدت الله وشكرته الذي هداه للإسلام وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ونحن محرمون قد حصرنا المشركون وكان لي وفرة فجعلت الهوام أي القمل تتساقط على وجهي فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية ملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي وفي رواية أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادنه فدنوت يقول ذلك مرتين أو ثلاثا وفي رواية أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأنا أوقد تحت برمة وفي لفظ قدر لي فقال كأنك تؤذيك هوام رأسك قال أجل قال احلق واهد هديا فقال ما أجد هديا فقال صم ثلاثا أيام وفي لفظ فقال أيؤذيك هوام رأسك وفي لفظ لعلك آذاك هوام رأسك قلت نعم يا رسول الله قال ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا فأمرني أن أحلق أي وفي رواية أصابتني هوام في رأسي وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حتى تخوفت على بصري وأنزل الله تعالى هذه الآية * (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه) * أي فحلق * (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق أي زاد في رواية من زبيب
(٧٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 716 717 718 719 720 721 722 723 724 725 726 ... » »»