السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢٤
فإذا هو ضرير البصر فقير سئ الخلق فقال له صلى الله عليه وسلم أتجد رقبه قال لا وفى لفظ قال مالي بهذا من قدره قال أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال والذي بعثك بالحق اني إذا لم اكل المرة والمرتين والثلاث يغشى على وفى لفظ اني إذا لك اكل مرتين كل بصري اى لو كان موجودا قال أفتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا الا أن تعينني بها فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفر عنه وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم أعطاه مكتلا يأخذ خمسة عشر صاعا فقال أطعمه ستين مسكينا قال بعضهم وكانوا يرون أن عند أوس رضي الله عنه مثلها حتى يكون لكل مسكين نصف صاع وفيه أنه خلاف الروايات من أنه لا يملك شيئا فقال على أفقر مني فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج اليه مني فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اذهب به إلى أهلك وهذا أول ظهار وقع في الإسلام ومر عمر رضي الله تعالى عنه بخوله هذه في أيام خلافته فقالت له قف يا عمر فوقف لها ودنا منها واصغى إليها وأطالت الوقوف واغلظت له القول أي قالت له هيات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا وأنت في سوق عكاظ ترعى القيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت فقال لها الجارود قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه دعها وفي رواية فقال له قائل حبست الناس لأجل هذه العجوز قال ويحك وتدري من هذه قال لا قال هذه امرأة قد سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة والله لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تنقضي حاجتها قيل وفي هذه السنة التي هي سنة ست حرمت الخمر وبه جزم الحافظ الدمياطي وقيل حرمت سنة أربع أي ويدل له ما تقدم من إراقة الخمر وكسر جررها في بني قريظة وقيل في السنة الثالثة وقيل إنما حرمت في عام الفتح قبل الفتح قال بعضهم حرمت ثلاث مرات أي نزل تحريمه ثلاث مرات كان المسلمون يشربونها حلالا أي لغيره صلى الله عليه وسلم أما هو فحرمت عليه قبل البعثة بعشرين سنة لم تبح له قط وقد جاء أول ما نهان عنه ربي بعد عبادة الأصنام شرب الخمر وتقدم أن جماعة
(٧٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 729 ... » »»