السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢٩
فبرز له عامر رضي الله عنه يقول * قد علمت خيبر أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر * فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر رضي الله عنه فذهب عامر يسفل لمرحب أي يضربه من أسفل فعاد سيفه على نفسه أي أصاب عين ركبه عامر فمات من ذلك الحديث وكون عامر ارتجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي حدابه لا ينافي ما جاء أن البراء ابن مالك كان حسن الصوت وكان يرتجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره لأن المراد في غالب أو في بعض أسفاره كما صرح به بعض الروايات وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال له أي للبراء إياك والقوراير وهو يدل على أنه كان يرتجز لنسائه صلى الله عليه وسلم وهو يخالف أن البراء كان حادي الرجال وأنجشة حادي النساء إلا أن يقال جاز أن يكون البراء حدا النساء في بعض الأسفار أو في بعض الأحيان وأنجشة كان في الغالب قال بعضهم كان انجشة رضي الله تعالى عنه عبد أسود وكان حسن الصوت بالحداء إذا حدا أعنقت الإبل أي سارت العنق وأسرعت فلما حدد بأمهات المؤمنين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشه رويدك رفقا بالقوراير ولما اشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر وكان وقت الصبح قال لأصحابه رضي الله عنهم قفوا ثم قال أي وفي لفظ قال لهم قولوا اللهم رب السماوات وما اظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين فإنا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشرما فيها اقدموا بسم الله أي وفي لفظ ادخلوا على بركته تعالى وكان صلى الله عليه وسلم يقولها لكل قرية دخلها أي وجاء أنه صلى الله عليه وسلم لما توجه إلى خيبر أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعوا على أنفسكم أي ارفقوا بأنفسكم لا تبالغوا في رفع أصواتكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم قال عبد الله بن قيس رضي الله عنه وكنت خلف دابته صلى الله عليه وسلم فسمعني أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
(٧٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 724 725 726 727 728 729 730 731 732 733 734 ... » »»