السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٣١
وابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم بحصون النطاة قبل حصون الشق وقيل بحصون الكثيبة أي لأنهم ادخلوا أموالهم وعيالهم في حصون الكثيبة وجمعوا المقاتلة في حصلون النطاة وكان نزل قريبا من حصون النطاة فجاءه صلى الله عليه وسلم الحباب بن المنذر رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله إنك نزلت منزلك هذا فإن كان عن أمر أمرت به فلا نتكلم وإن كان الرأي تكلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرأي فقال يا رسول الله إن أهل النطاة لي بهم معرفة ليس قوم أبعد مدى سهم منهم ولا أعدل رمية منهم وهم مرتفعون علينا وهو أسرع لانحطاط نبلهم ولا نأمن من بياتهم يدخلون في حمرة النخل أي النخل المجتمع بعضه على بعض تحول يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم أشرت بالرأي إذا أمسينا إن شاء الله تحولنا ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة رضي الله عنه فقال انظر لنا منزلا بعيدا فطاف محمد رضي الله عنه وقال يا رسول الله وجدت لك منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على بركة الله وتحول لما أمسى وأمر الناس بالتحول أي وي لفظ إن راحلته صلى الله عليه وسلم قامت تجر بزمامها فأدركت لترد فقال دعوها فإنها مأمورة فلما انتهت إلى موضع من الصخرة بركت عندها فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصخرة وتحول الناس إليها واتخذوا ذلك الموضع معسكرا وفي الأصل انه نزل بذلك ليحول بين أهل خيبر وبين غطفان لأنهم كانوا مظاهرين لهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يقال لا مخالفة بين هذه الروايات الثلاث فليتأمل وابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك مسجدا صلى به طول مقامه بخيبر أي وأمر صلى الله عليه وسلم بقطع نخيل أهل حصون النظاة فوقع المسلمون في قطعها أربعمائة نخلة ثم نهاهم عن القطع فما قطع من نخيل خيبر غيرها قال قيل وقاتل صلى الله عليه وسلم يومه ذلك أشد القتال وعليه درعان وبيضة ومغفر وهو على فرس يقال له الظرب وفي يده قناة وترس وما قيل إنه صلى الله عليه وسلم يوم خيبر كان على حمار مخطوم برسن من ليف وتحته إكاف من ليف أي ففي مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار وهو متوجه إلى خيبر جاز أن يكون ركب ذلك الحمار في الطريق وحال القتال ركب ذلك الفرس انتهى
(٧٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 726 727 728 729 730 731 732 733 734 735 736 ... » »»